في ظل دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون الى الاستشارات النيابية المُلزمة يوم الخميس المقبل في قصر بعبدا،
وفي الوقت الذي لا يبدو فيه ان الاتصالات السياسية قد تكثّفت بشكل مُجدٍ في الايام الاخيرة من اجل تسمية رئيس لحكومة توافقية،
يبقى السؤال الأهمّ حول مدى إمكانية قوى الاكثرية النيابية تشكيل حكومة لبنانية بمعزل عن موافقة معظم الكتل السياسية الاساسية.
وفق مصادر مُطّلعة، فإن هذا الخيار المُرّ موجود على الطاولة لكنه لم يتحول بعد الى طرح جِدّي بانتظار الساعات الاخيرة قبل موعد الاستشارات النيابية،
إذ ان “حزب الله” الأقوى بالدفع نحو هذه الخطوة لا يزال متردداً بالقيام بها لأسباب مختلفة.
السبب الاول
هو أن “حزب الله” لا يبدو راغباً بتكرار تجربته السابقة في حكومة الرئيس حسان دياب المستقيلة،
وهو الذي دعم الى حدّ بعيد أداء دياب في تلك المرحلة يخشى مجددا من حكومة “عرجاء” لا تتبناها الاكثرية السنية، الأمر الذي من شأنه ان يؤدي الى فشلها كما حصل سابقاً.
اما السبب الثاني
فهو أن “حزب الله” يحاول قدر الامكان الابتعاد عن حسم أي خيار سياسي في هذه المرحلة،
أي قبل اسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية الاميركية، ما يعني ان الوضع الراهن سيراوح مكانه ريثما تظهر نتائج الانتخابات،
وبالتالي استشراف السياسة الخارجية التي ستتبعها اما الادارة الجديدة او ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب في حال فوزه مجدداً.
وعليه، يبدو ان الحزب ليس في وارد التصعيد في هذه الفترة بل يفضل التمهّل حتى انقشاع الرؤية عن المشهد الدولي الجديد.
وتقول المصادر
بأن “حزب الله” وفي حال قرر الذهاب بحكومة أكثرية فهو سوف يواكب هذه الخطوة بالتوازي مع مجموعة خطوات سياسية واقتصادية بهدف تطمين بيئته الحاضنة على اقل تقدير،
الأمر الذي يحتاج الى قرار استراتيجي كبير في لبنان وهو قرار المواجهة الكاملة،
ويبدو أن هذه المواجهة لم يحِن موعدها بعد، لذلك فإن الحزب متريث في الذهاب الى حكومة اكثرية قد تفشل بسبب الضغوطات والحصار والعزلة الدولية التي بلا شك ستُفرض عليها،
كما ان المساعدات الاوروبية والدعم الفرنسي، الذي يظهر جليّاً في هذه المرحلة،
سيتراجع خطوات نحو الوراء في حال تم تشكيل حكومة ترأسها شخصية من فريق قوى الثامن من آذار.
المصدر : لبنان24