بين دعوة الرئيس ميشال عون الى الاستشارات النيابية الملزمة يوم الخميس المقبل، وترحيب ثنائي امل وحزب الله، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بالدعوة، واعتبارها “من صلب الدستور، وإنه على النواب اخراج البلد من الفراغ”، إنفتح باب الحل للأزمة الحكومية على الأقل بالشكل، حيث يُفترض ان تنتهي الاستشارات الى تسمية رئيس مكلف، اما الباقي فعلى هِمّة الاستشارات التي سيجريها الرئيس المكلف مع القوى السياسية لتشكيل الحكومة بالتنسيق مع رئيس الجمهورية وبموافقته، وهل يتم خفض السقوف والشروط أم تبقى المطالب على حالها فيتعثّر التشكيل مجدداً؟
وحسب مصادر رسمية مطلعة على موقف الرئيس عون، فإن مهلة الاسبوع الفاصلة عن موعد الاستشارات، هي فرصة للقوى السياسية لمزيد من التشاور للإتفاق على اسم الرئيس المكلف وشكل الحكومة، وحتى لو لم يحصل توافق فالرئيس مُلزم بتكليف الشخصية التي تحصل على اكبر عدد من اصوات النواب، من دون اي حسابات اخرى، وهو لم يعد يراهن على تفاهم القوى السياسية الذي يبدو صعبأً إن لم يكن مستحيلاً، لكنه سيلتزم مقتضيات الدستور في هذا الصدد.
وتعتبر مصادر اخرى ان الغموض المحيط بتكليف الرئيس سعد الحريري لم يعد بنّاءاً، بل انه يُعتبر بنظر خصومه محاولة للّعبِ على الوقت بعد إعلانه عن عدم ترشيح نفسه وعدم تسمية اي شخصية من قِبلهِ لرئاسة الحكومة، إذ هو يماطل حتى ربع الساعة الاخير ليفرض نفسه بشروطه، على قاعدة مقولة “عرف الحبيبُ مكانه فَتَدَللَ”، طالما ان قاعدة الرئيس القوي في طائفته ما تزال قائمة.
ولكن مصادر اخرى تعتبر ان تحديد موعد للاستشارات من دون ظهور اي توافق مسبق، دليل على ان المشاورات التي جرت خلال اليومين الماضيين لم تصل الى نتيجة، لذلك سيكون هذا الاسبوع حاسماً، إما تسمية رئيس وإما بقاء لبنان في قعر الهاوية، من دون سلّم نجاة تضعه الدول المصنّفة صديقة لإخراجه من الهاوية.
وحسب المصادر، إذا لم تتم تسمية الحريري بالأكثرية، أو إذا استمر هو على تمنّعهِ ودلالهِ، فإن أي رئيس تقع عليه قرعة الكتل النيابية سيكون في ورطة تُشبِهُ ورطتي الرئيس حسان دياب والسفير مصطفى اديب، بما معناه لا حكومة في المدى المنظور. أما اذا تدخلت فرنسا مجدداً، او اذا نجحت في إقناع الحريري نفسه وإقناع المعترضين الخارجيين على تسميته، سيختلف الوضع، ويكون باب التأليف قد انفتح أيضاً وبأقل الخسائر لكل الاطراف. ويبقى الأهم سرعة وضع البيان الوزاري بخططه الاصلاحية السريعة والواضحة والقابلة للتطبيق بسرعة، لأن الجميع متّفقٌ بالعلن على إن الوقت ليس لمصلحة البلد، لكن البعض يُمارس لعبة المماطلة لتحصيل اكبر قدر من الشروط والمكاسب.
المصدر: ليبانون فايلز