في وقت تدرس فيه الإدارة الأميركية إغلاق السفارة الأميركية في بغداد ونقل مهماتها الأساسية إلى قنصلية في أربيل،
استعرضت الباحثة كريستن فونتنروز تداعيات هذه الخطوة، متوقعة أن تؤدي إلى خسارة إيران، إذا ما تُرجمت عملياً.
وأوضحت فونتنروز أنّ السفارة الأميركية في بغداد تتعرض لهجمات أسبوعية تنفذها مجموعات مسلحة مدعومة إيرانياً،
مشيرةً إلى أنّ الأخيرة تمثّل تهديداً للديبلوماسيين والقوات الأميركية منذ اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني في 3 كانون الثاني الفائت.
وقالت فونتنروز في تقرير نشرته صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية إنّ رسالة إغلاق السفارة التي أوصلها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو والسفير الأميركي إلى العراق ماثيو تولر إلى المسؤولين العراقيين تثير “الهلع” و”الابتهاج” في آن معاً في العاصمة العراقية.
وفي هذا الإطار، اعتبرت فونتنروز أنّ قرار إغلاق السفارة يخدم أهدافاً أميركية ثلاثة.
أولاً، رأت الكاتبة أنّ هذا القرار يبعث رسالة إلى السياسيين العراقيين- الذين كانت نية واشنطن حسنة تجاههم- تفيد بأنّه يُتوقع منهم السيطرة على المجموعات المسلحة المنضوية تحت لواء أجهزتهم الأمنية، أو خسارة النية الحسنة الأميركية، في حال فشلهم.
وتابعت فونتروز تقول إنّ شخصيات سياسية أساسية مثل الرئيس برهم صالح تؤيد علاقات أميركية-عراقية سليمة ودور واشنطن في بناء قدرات العراق الدفاعية واقتصاده،
مستدركةً بأنّ هذه الشخصيات شعرت أنّها عاجزة عن حماية الوجود الأميركي بسبب ضغط الفصائل المتحالفة مع إيران.
ثانياً، رأت فونتروز أنّ قرار إغلاق السفارة يتيح لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي التصويب على التداعيات الملموسة لأعمال المجموعات المسلحة المذكورة.
وتابعت فونتروز معتبرةً أنّ الانسحاب الأميركي من العراق سيأخذ معه التمويل والمستشارين والمعرفة التقنية التي تحتاجها الطبقة المهنية العراقية.
وكتبت فونتروز: “من شأن إغلاق السفارة وما يستتبعه أن يحوّل العراق إلى مساحة أكثر تساهلاً بالنسبة إلى “داعش”،
وهذا أمر لا يرغب العراقيون المتحالفون مع بغداد في أن يشهدوا عليه مجدداً”.
ثالثاً، قالت فونتروز إنّ إغلاق السفارة ينأى بالعراق عن لائحة الأهداف الأميركية المحتملة لرد إيران متى ما قررت الولايات المتحدة أن تهاجم المجموعات المتحالفة مع طهران.
وفي هذا الصدد، حذّرت فونتروز: “إذا واصل الوكلاء (الإيرانيوان) شن هجمات صاروخية على السفارة بهدف الضغط على الولايات المتحدة لسحب تمثيلها الديبلوماسي من العراق، فهذا يعني أنّ إيران تعرض أرواحاً عراقية لدفع ثمن ذلك، عن قصد”.
وتابعت فونتروز بالقول إنّ إغلاق السفارة الأميركية في بغداد وإعلان النصر سيضعان إيران في موقف يجبرها على الاعتراف بدورها في السيطرة على قوات “الحشد الشعبي” في خطوة من شأنها أن تؤدي إلى تغيير في الرواية الرسمية،