من بين وسائل العلاج التي تلقاها الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، للتغلب على مرض كوفيد-19، معدن الزنك، الذي يمكن الحصول عليه من بعض الأطعمة والمكملات غذائية رخيصة الثمن.
ويشير تقرير لموقع صحيفة وول ستريت جورنال إلى الأهمية البالغة لهذا المعدن لبقاء مرضى كوفيد-19 على قيد الحياة.
وقال باحثون إسبان، في دراسة لهم نشرت، الشهر الماضي، إن مرضى كوفيد-19 الذين ماتوا في المستشفيات، خلال شهري آذار ونيسان الماضيين، كان متوسط مستويات الزنك لديهم 43 ميكروغرام لكل ديسيلتر. أما من استطاعوا البقاء على قيد الحياة، فكان المتوسط هو 63.
والمعدل الطبيعي للزنك في جسم الإنسان هو 70، ومع حساب العمر والجنس وشدة المرض، يتبين أنه كلما زاد مستوى الزنك في الدم، كلما انخفض احتمال الوفاة بنسبة 7 في المئة بالنسبة لمرضى كورونا.
وقال علماء، في مقال نشر مؤخرا في “مجلة علم الفيروسات الطبية” إن الزنك قد يكون له أيضا تأثير مضاد للفيروسات لأنه قد يثبط فيروسات الحمض النووي الريبي، بما في ذلك فيروسات كورونا.
وبشكل عام، يلعب الزنك دورا أساسيا في عملية التمثيل الغذائي وعمل جهاز المناعة، وقد وجدت العديد من الدراسات التي أجريت على مر السنين أن الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة منه، هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض مثل الالتهاب الرئوي والسكري وأمراض الكلى والتعب المزمن.
وتقول “المعاهد الوطنية للصحة” التابعة لوزارة الصحة الأميركية، إن النقص الحاد في الزنك “يضعف وظائف المناعة”، وتنصح باستخدام المكملات الغذائية التي تحتوي عليه.
وغالبا ما يكون لدى كبار السن مستويات منخفضة منه، لأسباب أهمها أن وجباتهم الغذائية قد لا تحتوي على أطعمة بها نسبة كافية من الزنك، مثل اللحوم الحمراء، التي تعتبر من أهم مصادر هذا المعدن الهام، لكنهم بشكل عام يتجنبوها لعلاقتها بأمراض القلب.
وتحتوي الحبوب الكاملة والفاصوليا والمكسرات أيضا على الزنك، لكن بها أيضا أحماض تمنع امتصاصه، وكذلك مكملات الكالسيوم، والمصابون أيضا بالسكري وأمراض الكلى والتهاب القولون التقرحي لديهم أيضا معدل امتصاص منخفض.
وتشير جامعة ولاية أوريغون إلى أن نقص الزنك الغذائي شائع جدا في دول العالم النامي، حيث يؤثر على حوالي 2 مليار شخص، وذلك لأسباب من بينها نقص الأطعمة من أصل حيواني.
وتتبعت دراسة سابقة مرضى في ولاية ماساتشوستس، في الفترة من 1998 إلى 2001، كانوا قد تلقوا مكملات غذائية تتضمن 50 في المئة من الكمية الموصى بها من الزنك.
وتبين أن المرضى الذين كانت لديهم مستويات طبيعية منه في بداية التجربة، كانوا أقل عرضة بنسبة 40 في المئة لخطر الوفاة لأي سبب.
ومعدل الإصابة بالالتهاب الرئوي كان أقل بنسبة 50 في المئة للمرضى الذين كانت مستويات الزنك لديهم طبيعية في نهاية الدراسة.
وأشار البحث إلى أن “النقص الحاد في الزنك يمكن أن يضعف المناعة ويزيد من التعرض للأمراض المعدية، وهو سبب رئيسي للوفيات بين كبار السن”.
المصدر: الحرة