يزدحم جدول أعمال قادة الاتحاد الأوروبي الذين سيلتقون يوميْ الخميس والجمعة في بروكسل، فإلى جانب بروز الدور الروسي وتطورات شرق المتوسط والعقوبات على تركيا، تبرز مسألة إيران مع اقترب موعد الانتخابات الأميركية في 3 تشرين الثاني وإعلان واشنطن تفعيل العقوبات الأممية على طهران من جانب واحد، وسط ردود فعل أوروبية غاضبة. ومع دخول فرنسا على خط الأزمة في لبنان- حيث يتصارع الأميركيون والإيرانيون- لم تستبعد الكاتبة راغدة درغام أن يمثّل لبنان مادة للنقاش على طاولة المجتمعين في قمة بروكسل، ملمحةً إلى عقوبات أوروبية محتملة على طهران.
وفي تقرير نشرته صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية، رجحت درغام اتجاه واشنطن و”ربما بروكسل” إلى التعامل بقسوة مع إيران، بصرف النظر عن نتيجة الانتخابات، مؤكدةً أنّه “لا يمكن لإيران التعويل على هزيمة دونالد ترامب أو الدعم الأوروبي”.
وعلى الرغم من تأكيد الثلاثي الموقع على الاتفاق النوي الإيراني، أي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، عدم صلاحية واشنطن بتفعيل بند العقوبات، كتبت درغام: “(..) يدرك الأوروبيون أنّ العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة أثبتت فعاليتها في معاقبة النظام في طهران، وقد يفرضون أنفسهم (الأوروبيون) عقوبات مماثلة”.
وفي هذا السياق، لفتت درغام إلى أنّ إدارة ترامب تنوي تشديد العقوبات على إيران وعلى البلدان التي تنوي بيعها أسلحة بعد 18 تشرين الأول المقبل، محذرةً من تداعيات الموقف الأميركي على العالم عموماً والشرق الأوسط خصوصاً.
وتابعت درغام متوقعة أن تعمد بعض القوى الأوروبية إلى استخدام نفوذها لدعم قرار أممي يعيد التأكيد على الاتفاق النووي بهدف “امتصاص غضب إيران على العقوبات المحتمل سريانها في تشرين الأول”. وفيما ذكّرت درغام بتلميح وزير الخارجية مايك بومبيو إلى إمكانية طرح حظر جديد للأسلحة على إيران، لم تستبعد معارضةً روسية وإيرانية، ملمحةً في هذا الصدد إلى إمكانية فرض عقوبات على إيران والصين وروسيا.
واستناداً إلى هذه المعطيات، أكّدت درغام أنّ إيران تعيش معضلة قبل الانتخابات الرئاسية، مبينةً أنّ وجهتيْ نظر تحكمان استراتيجية طهران الرامية إلى تقويض محاولة ترامب الفوز بالانتخابات: تدعو الأولى إلى الصبر والحذر، أمّا الثانية فتسعى إلى المواجهة والاستفزاز.
وأضافت درغام: “بصرف النظر عن الاستراتيجية (الإيرانية) (..) لا بد لإيران من أن تعرف أنّه من المستبعد للسياسة الأميركية إزاء النظام أن تتغير، وإن خسر الرئيس الحالي”. وكتبت: “قد يكون من السذاجة توقع تواصل بايدن مع النظام”.
وأكّدت درغام أنّ المشهد الانتخابي الأميركي يشير إلى أنّ إيران ستمثّل الهدف الأساسي لإدارة ترامب خلال الحملة الانتخابية، لافتةً إلى أنّ فريق ترامب سيشجعه على تصوير إيران والصين على أنّها أكبر عدويْن للولايات المتحدة. وفي ما يتعلق باتفاق السلام الإماراتي-الإسرائيلي، رجحت درغام أن يصب في مصلحة ترامب في وجه بايدن خلال المناظرات، مؤكدةً أنّ توقيعه شكّل صدمة بالنسبة إلى إيران. كما اعتبرت درغام أنّ النظام الإيراني فقد رصيداً استراتيجياً يتمثّل بـ”الغضب الإسلامي”، مرجحةً أن يواصل التعويل على دعم “حزب الله” و”حماس”.
إلى ذلك، تطرّقت درغام إلى احتمال فرض عقوبات أوروبية على طهران بسبب أنشطتها المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط، بما فيه لبنان، لافتةً إلى أنّه سبق لمفوّضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشليه، أن ذكّرت المجتمع الدولي بضرورة وضع حقوق الإنسان في صلب جهوده للضغط على الطبقة السياسية اللبنانية من أجل سن وتطبيق إصلاحات واسعة، بعد انفجار المرفأ في 4 آب. كما نقلت درغام عن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر ماورير، أسفه لعدم تحرّك المجتمع الدولي في وجه “الإهمال الاسترتيجي للبنان وشعبه”.
وعليه، ختمت درغام تقريرها بالقول: “نظراً إلى نفوذ إيران في لبنان، سيراقب الأوروبيون أنشطتها فيه عن كثب، لا سيما بعد الجهود الفرنسية الهادفة إلى الضغط من أجل تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية- وهو أمر لا ترغب طهران في حصوله. لا تستبعدوا أبداً تحوّل لبنان إلى مادة للنقاش في قمة بروكسل”.