كتب يحيى دبوق في “الأخبار”: يبدو أن “التفكير بالتمني” لدى واشنطن وتل أبيب مشبع بالآمال تجاه الساحة اللبنانية، ليس في ما يتعلق بتأليف الحكومة الجديدة كي تأتي متساوقة مع مصلحة العدو فحسب،
بل أيضا في ما يتعلق بانتزاع نفط لبنان وغازه ممّا تدعي إسرائيل حقاً فيهما. التمنيات لدى الطرفين وصلت إلى حد “الاعتقاد المشترك” بإمكان بدء مفاوضات مباشرة بين لبنان والاحتلال، قبل موعد الانتخابات الأميركية.
يتركز المسعى الأميركي على إيجاد قناة تفاوض مباشرة بين الجانبين، للتوافق على حدود المياه الاقتصادية الخالصة، وتقاسم “المنطقة المتنازع” عليها، إذ إن “الظروف في لبنان باتت مؤاتية”، خلافا لماً كانت عليه في السابق.
وقال مسؤولون إسرائيليون وأميركيون رفيعو المستوى، في أحاديث منفصلة لموقع “واللا” العبري أمس، إن هدف الادارة الأميركية هو تحقيق التفاوض المباشر قبل موعد الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني المقبل، “الأمر الذي يعد إنجازاً سياسياً كبيراً جداً للرئيس دونالد ترامب. فإضافة إلى حل الخلاف على الحدود البحرية، لم تجر أي مفاوضات سياسية مباشرة بين الجانبين منذ 30 عاماً”.
لكن ما الذي يدفع الادارة الأميركية إلى الأمل هذه المرة بإمكان فرض الإرادة السياسية على الجانب اللبناني؟ يشير التقرير إلى أن الظروف باتت مؤاتية في الأسابيع الأخيرة تحديداً بعد الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت، وربطاً بتداعيات الأزمة الاقتصادية في لبنان، إضافة إلى الانتقادات الداخلية من الأطراف اللبنانيين لحزب الله، وهي عوامل دفعت الإدارة الأميركية إلى استئناف مساعيها لبدء مفاوضات بين البلدين.
لهذه الغاية، تشير المصادر الاسرائيلية، زار مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شنكر إسرائيل هذا الأسبوع، والتقى وزير الطاقة يوفال شتاينتس، المسؤول عن ملف الحدود البحرية نيابة عن الحكومة الإسرائيلية، كما التقى وزير الخارجية الجديد غابي أشكنازي، الذي يعتبر مكتبه شريكاً في الاتصالات الجارية.
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لموقع “واللا” إن زيارة شنكر الأخيرة للبنان خصّصت لإجراء محادثات مع وزراء ومسؤولين رفيعين في الحكومة الانتقالية هناك، للتوصل لتفاهم على صيغة تسمح ببدء مفاوضات مع إسرائيل.
وفقاً للمصادر نفسها، أطلع شنكر الوزيرين شتاينتس وأشكنازي بعد عودته من بيروت على مضمون محادثاته مع الجانب اللبناني، وقدم لهما مسودة محدثة لوثيقة مبادئ لبدء المفاوضات. وأشار مسؤولون إسرائيليون إلى أن “الانطباع المتكوّن في إسرائيل بعد عودة شنكر، أن هناك مرونة من الجانب اللبناني، وأنهم باتوا أكثر استعداداً مما كانوا عليه في الماضي، لبدء التفاوض حول الموضوع مع إسرائيل”.
أحد المسؤولين الإسرائيليين أشار في حديث مع موقع “واللا” إلى “تحقيق تقدّم”، وقال: “نرى أن لدى الجانب اللبناني رغبة في المضيّ قدماً، ونرى أنهم يدركون أن الوقت حان لتسوية القضية”. ولفت إلى أن “إسرائيل جاهزة لبدء إجراء مفاوضات جادة، وهي تأمل أن يحدث ذلك قبل نهاية عام 2020”.