“الكذبة أصبحت كذبتين والنكس بالتعهّدات من قبل السلطة اللبنانيّة لم يعد يُسكَت عليه إطلاقاً”، بهذه الجملة عبّرت مصادر دبلوماسيّة فرنسيّة، لموقع mtv، عن استيائها ممّا وصلت إليه عمليّة تأليف الحكومة بعد تكليف السفير مصطفى أديب.
إنعدمت فرص ولادة حكومة جديدة في الساعات الماضية مع تشدّد الثنائي الشيعي في التمسّك بوزارة الماليّة، وحتّى رفض استبدالها بحقيبة الخارجيّة، عطفاً على محاولات عدّة حصلت خلف الكواليس لإقناع الثنائي بالتخلّي عن الماليّة مقابل حقائب أساسيّة أخرى… إلاّ أنّ ذلك باء بالفشل.
أعطت واشنطن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فرصةً كي يتصرّف في لبنان، رغم عدم الثقة الأميركيّة الكاملة بالقدرة الفرنسيّة على إحداث خرقٍ مفصليّ من خلال المبادرة الحكوميّة. انتهت مهلة الـ15 يوماً التي وضعتها فرنسا لحسم تأليف حكومة مستقلّة ومصغّرة، وانتهت معها الفرصة الممنوحة من قبل إدارة ترامب لماكرون، لتبدأ الضغوطات في الساعات الأخيرة على الإليزيه لإعلان فشل السلطة اللبنانية وبدء العقاب الأوروبيّ القاسي بحقّها.
“لا رحمة بعد اليوم بحقّ جماعة الكذب والفساد في لبنان، فقد أمهلناها كثيراً من الوقت بعدما نكست بتعهّد الإصلاحات بعد “سيدر 1” وتجاوزت المبادرة الإنقاذيّة التي طرحناها”، تقول الأوساط الفرنسيّة، لذا “قد تكون المنظومة الحاكمة أمام خيار ثانٍ يقضي بالضغط الأوروبي على رموزها الرئيسيّة وتجميد حساباتهم المصرفيّة وتقييد حركة سفرهم، وذلك إن لم يُرخِ مَن عرقل المبادرة الفرنسيّة حبال مطالبه”.
وما يُؤكّد ما تقوله الأوساط الفرنسيّة، كلام الكاتبة راغدة درغام، لموقع mtv، عن أنّ “الموقف الألماني تجاه “حزب الله”، آخذ في التصاعد، بعدما صنّفته ألمانيا منظّمةً إرهابيّة، إضافةً إلى أنّ ماكرون سبق وقال “إن فشلت فسيكون هناك عقوبات فرنسيّة وأوروبيّة”، وهي ستحصل إن من خلال أفراد أو مؤسسات تابعة للسلطة”.
كما أنّ رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، وفقاً لدرغام، “سعى في مؤتمره الصحافي الأخير إلى تلبية المطالب الأميركيّة وملاقاة واشنطن رغم عجزه عن الخروج من عباءة “حزب الله” الذي تعتبره أميركا أساس المشكلة في الدولة”.
إنّه زمن عقاب لبنان إذاً. بعد انطلاق “قيصر”، “لا تنسَوا أنّ تطبيق قانون “ماغنتسكي” بحقّ المتورّطين آتٍ قريباً”، تذكّر درغام، ولا شكّ أنّه القانون الذي سيضع “حزب الله” وخصومه في منزلة الفساد الواحد.
المصدر: ريكاردو الشدياق – موقع mtv