كتبنا، أول من أمس: “الحكومة طارت… العقوبات قادمة… والبلد الى المجهول”. سقطت احتمالات تشكيل حكومة برئاسة مصطفى أديب. سيعلن الرجل، على الأرجح غداً الخميس، اعتذاره عن تكليف الحكومة، بعد أن تبلّغ بشكلٍ واضح أنّ التشكيلة التي كان يعدّها لن تبصر النور.
يبدو لبنان أمام ٤٨ ساعة حاسمة. ستشهد هذه الساعات أكثر من محاولة لإبعاد الكؤوس المرّة التي سيشربها لبنان.
الكأس الأول، اعتذار أديب، ويعني سقوط المبادرة الفرنسيّة، وهو أمر بات شبه محسوم.
الكأس الثاني، العقوبات الأميركيّة التي يتوقّع أن تصدر في هذه الساعات الحاسمة أيضاً، علماً أنّ محاولات لبنانيّة رسميّة تُبذل، عبر بعض القنوات، لتأجيل هذه العقوبات.
الكأس الثالث، في حال اعتذر أديب وصدرت العقوبات بحقّ شخصيّات من الصفّ السياسي الأول، قد يكون من بينهم رئيس مجلس النواب نبيه بري ومقرّبين من رئيس الجمهوريّة، سيتمّ الذهاب نحو استشارات نيابيّة وتكليف شخصيّة من فريق ٨ آذار لتترأس “حكومة مواجهة”.
أما، في حال اعتذر أديب من دون صدور عقوبات بحقّ شخصيّات بارزة، فإنّ الفرصة ستكون متاحة لعودة حرارة الاتصالات مع بيت الوسط لتكليف شخصيّة أخرى تشبه “بروفيل” مصطفى أديب.
ومن المؤكد أنّ الإسمين اللذين سيشكّلان انقلاباً كبيراً في المشهد السياسي، إن شملتهما العقوبات، هما نبيه بري وجبران باسيل. علماً أنّ مصادر في واشنطن تتحدّث عن أنّ توقيت إدراج باسيل على لائحة العقوبات ليس ملائماً اليوم، إذ سيضعه في حضن حزب الله بشكلٍ كامل، وسيُفقد الأميركيّين إحدى أوراق الضغط عليه.
من هنا، يبدو لبنان أمام مرحلة صعبة، من الآن وحتى الانتخابات الأميركيّة، على أقلّ تقدير. هي مرحلة قد ينجرف فيها لبنان، في أيّة لحظة، الى تدهورٍ أمنيّ، علماً أنّ أكثر من جهازٍ أعدّ، في الفترة الأخيرة، تقارير عن مخاطر أمنيّة. وهي مرحلة ستشهد المزيد من الصعوبات الاقتصاديّة والماليّة، خصوصاً أنّ البلد سيتحوّل، أكثر بكثير ممّا هو عليه، الى ساحة تصفية حسابات إقليميّة ودوليّة.
المشهد الأساس ما حصل أمس في البيت الأبيض. الباقي تفاصيل. حمى الله لبنان واللبنانيّين.
الصدر: داني حداد – موقع mtv
No comments