لعنة ولا شيء غير اللعنة. ما حصل أمام “ميرنا الشالوحي” ليلة أمس وصمة عار في التاريخ الحديث للمسيحيين في ذكرى استشهاد الرجل الذي أنجز وحدةً أعادت مسيحيّي لبنان إلى خارطة الإهتمام الدولي العميق آنذاك.
أمّا ليلة أمس، فأين كنّا؟ كنّا في قعر المزبلة كمسيحيّين. قعر “القلوب المليانة” الذي كاد يحوّل التوتّر أمس بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانيّة” إلى مشاهد أشبه بالمجازر الداخلية للمسيحيين في الـ١٩٧٨ والـ١٩٨٠. ليس “قلوب مليانة” فقط، بل “الرمانة” القنبلة التي لو حازت إحدى الجهتين عليها لرمتها باتّجاه الضفّة الأخرى من دون تردّد.
إنّه أسوأ ما يُمكن أن يصل إليه المسيحيّون في لبنان في الوقت الذي يعيشون فيه لحظةً تطرح ألف علامة استفهام حول مصيرهم وقضيّتهم في أوج التدخّل الدوليّ على الساحة اللبنانيّة.
رأينا ليلة أمس أشخاصاً مُسلّحين في ساحل المتن الشمالي، وسمعنا رشقات ناريّة كان يُمكن أن تودي بحياة أحد المناصرين أو أحد السكان وسط منطقةٍ سكنيّة ومكتظّة. عندها، مَن كان ليدفع الثمن؟ وأيّ معنى وقيمة لـ”أوعا خيّك” التي أوصلت رئيساً إلى قصر بعبدا ثمّ أوصلت المسيحيّين إلى أحداث ليلة أمس؟
قاسٍ هو التعبير، لكن لا بأس فلم يعد هناك ما يُسكَت عليه: هو نفسُه السكّين الذي قطعتم به قالب الحلوى في المصالحة، وترشيح العماد ميشال عون للرئاسة، كنتم البارحة على استعدادٍ لاستخدامه على الرقاب لو تيسّر الأمر.
الرصاص ليلة ١٤ أيلول ٢٠٢٠ كان جاهزاً. وسلاح الشوارع كان جاهزاً. والنفوس كانت جاهزة لتشتعل وتنفجر، وانفجرت. أياً كان مَن فعلها أمس، وحتّى لو كان طابوراً خامساً في قلب المتن، فإنّ ما عشناه هو “المهزلة” المسيحيّة بأبهى حللها.
عذراً. ولكن، حتّى يستيقظ المسيحيون في إشعارٍ آخر، سنحمّلهم مسؤوليّة الإنهيار والدمار والنفوس اليائسة وسقوط الجمهوريّة ووداع لبنان…
المصدر: كتب ريكاردو الشدياق – موقع mtv