كتب غسان ريفي في صحيفة “سفير الشمال” تحت عنوان “أقفلوا مرفأ بيروت.. الى أن يعود آمناً!”: “كلما إلتقى شخصان مع “ماكينة تلحيم” أمام عنبر أو مستودع في مرفأ بيروت، تكون النتيجة إما إنفجار مدمر أو حريق هائل،
الأمر الذي يجعل اللبنانيين يعيشون تحت رحمة مرفق رسمي غير آمن، مفتوح على كل الاحتمالات من الأخطاء الى المؤامرات والاستهداف، وإن كانت الأكثرية الساحقة لم تعد تؤمن لا بالصدف ولا بالأخطاء، وباتت على قناعة بأن ما يشهده مرفأ بيروت هو أمر يدبر بـ “ليل” وينفذ وفق خطط مدروسة.
بالأمس شعر اللبنانيون أنهم أمام مرفأ خاص يعود لجهة محددة تقوم بتخزين البضائع على أنواعها في عنابره ومستودعاته وتعمل على تشغيله بالرغم من الانفجار المدمر الذي أصابه، خصوصا أن لا إدارته ولا الأجهزة الأمنية على أنواعها العاملة فيه قدمت رواية منطقية عن الحريق غير المسبوق الذي إندلع وأتى على ما نجا من الانفجار.
اللافت أن مرفأ بيروت ومحيطه من المفترض أن يعتبر مسرحا لواحدة من أضخم الجرائم في العالم، وأن يكون محميا سواء من الأجهزة اللبنانية أو الأجهزة الأجنبية المساعدة من أميركية وفرنسية وغير ذلك، ما يعني أن كل حركة في هذا المرفأ يجب أن تكون محسوبة ومعروفة ومراقبة ومن خلال إذن مسبق من الأمن المولج بالحماية،
لم يتم التعامل مع مرفأ بيروت على مستوى الانفجار الذي طاله، بل بدا واضحا أن ما حصل أربك كل المسؤولين عنه ومن ورائهم مراجع سياسية وأمنية،
ودفعهم الى إستئناف العمل فيه سريعا من دون إحترام حزن اللبنانيين الذين كانوا ما يزالون يفتشون عن أبنائهم تحت أنقاضه، وكأن هناك أمورا يجب تسويتها أو إخفائها أو إصلاحها لكي لا تنكشف مع إنطلاق التحقيقات.
كما تمت المخاطرة في إستقبال بعض السفن من دون تأمين أرضية الأحواض التي قد تكون تعرضت لأضرار بفعل الانفجار الأمر الذي من شأنه أن يهدد هذه السفن، فيما تركت مساحاته لمن يريد أن يسرح ويمرح أو يصول ويجول تحت حجج ومبررات مختلفة ومن دون حسيب أو رقيب.
لم يعد الأمر يحتاج الى كثير من الاجتهاد، فمرفأ بيروت تعرض لانفجار تم تصنيفه الرابع في العالم من حيث القوة والعصف والتدمير، ويوم أمس تعرض لأكبر حريق يشهده لبنان،