عاد الى مدينة طرابلس 90 مواطنا من شبان واطفال ونساء، كانوا هاجروا بطريقة غير شرعية من ميناء المدينة بحرا، الى قبرص اليونانية، وتم على الفور حجرهم في فندق المعرض المخصص للحجر الصحي، بإشراف اللجنة الفرعية المكلفة ادارة ازمة كورونا ومراكز الحجر في الشمال.
وأكدت أمينة سر اللجنة القائمقام إيمان الرافعي انه “سيتم اجراء pcr لكل العائدين، وحجرهم حتى اعلان النتائج، على أن يعود الى منزله كل من أتت نتيجة فحصه سلبية، فيما سيتم حجر من تكون نتائجهم ايجابية ان وجدت حتى شفائهم”، مشيرة الى ان “اللجنة ستؤمن كل المستلزمات الحياتية والغذائية للمحجورين”.
وفي مقالة له عبر سكاي نيوز عربية، حملت عنوان: “من لبنان إلى قبرص.. قوارب الموت تثير قلق السلطات” كتب الزميل سلمان عنداري:
لم يعد أمام بعض اللبنانيين سوى خيار ركوب “قوارب الموت” والإبحار نحو أوروبا، بعدما ضاقت بهم سبل العيش في البلاد.
ولم تفلح كل محاولات اللبنانيين بتحسين ظروف عيشهم بالنجاح، بعدما جربوا كل الوسائل في الشارع وعلى وسائل التواصل الاجتماعي وعلى الأرض، لكن بعضهم وجد طريقة أخيرة للهرب من “بؤرة الفشل” عبر البحر، باستخدام القوارب نحو أوروبا.
وآخر هذه الفصول تمثلت بلجوء مجموعة من 33 شخصا في مدينة الميناء في طرابلس شمالي لبنان إلى البحر للهرب من لبنان إلى جزيرة قبرص، مستخدمين قاربا بالتنسيق مع أحد المهربين.
تقول المعلومات إنه تم جمع مبلغ كبير لتأمين القارب بعد تحضير لأسابيع لرحلة الهجرة من لبنان.
وانطلق القارب من منطقة الميناء في الشمال اللبناني نحو الشواطىء القبرصية وعلى متنه 33 شخصا، بينهم 3 سوريين، و14 طفلا و6 نساء.
وانتشرت صور لبعض الشبان داخل قارب صغير في عرض البحر تحت عنوان “شباب الميناء طرابلس أصبحوا خارج الوطن، شبابنا يهاجر أيها الحاكم الفاجر”.
إلا أن رحلة الهرب لم يكتب لها النجاح، حيث أعادت السلطات القبرصية المهاجرين إلى لبنان برفقة عناصر من خفر السواحل القبرصية.
وذكر موقع قبرصي، الاثنين، أن السلطات القبرصية أعادت 33 مهاجرا وصلوا إلى ليماسول السبت من لبنان، واعتقلت الشرطة 4 اشخاص كانوا ضمن مجموعة أخرى من 51 مهاجرا من السوريين اللبنانيين، تواجدوا على متن القارب، ويعتقد أنهم متورطون بقضايا تهريب البشر.
وشوهد القارب، الذي كان يقل 33 مهاجرا لبنانيا و3 سوريين قبالة سواحل ليماسول، السبت، وبعد تشاور مع السلطات اللبنانية تقرر إعادتهم إلى لبنان.
ونظرا لحال القارب السيئ، قامت السلطات القبرصية باستئجار قارب لنقل 13 رجلا و6 نساء و14 طفلا إلى بلادهم بعدما قامت بتحميله بمواد تغذية.
وأعيدت المجموعة إلى لبنان، ورافقتهم ممرضات ومترجم هجرة وضباط من خفر السواحل القبرصية.
وتحدثت تقارير أن مجموعتين أو أكثر وصلت إلى السواحل القبرصية خلال الأيام الماضية من لبنان، عبر قوارب صغيرة مليئة بالمهاجرين غير الشرعيين اللبنانيين والسوريين.
وفي وقت سابق وصل قارب على متنه 55 شخصا قبالة السواحل القبرصية، وقد نقلوا في وقت آخر إلى مركز استقبال المهاجرين في كوكينوتريميثيا القبرصية.
وتشير بعض المعلومات إلى أن بعض المجموعات كانت تسعى للوصول إلى إيطاليا وليس إلى الجزيرة القبرصية، لكن السلطات القبرصية أوقفت القوارب ومنعتهم من الاستمرار نظرا لحالته السيئة وخطورة الرحلة.
ويتوقع متابعون أن تزداد اعداد اللذين يحاولون الهجرة عبر البحر خلال الأيام والأشهر المقبلة بفعل الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في لبنان.
وأعلنت السلطات القبرصية، مساء الاثنين، أنها سترسل إلى بيروت هذا الأسبوع، وفدا للتباحث في سبل منع قوارب محملة بمهاجرين غير نظاميين من الإبحار من السواحل اللبنانية نحو الجزيرة المتوسطية التي اعترضت في الأيام الأخيرة عددا غير مسبوق من هذه القوارب.
وقال وزير الداخلية القبرصي، نيكوس نوريس: “إن مسؤولين من مختلف الأجهزة القبرصية المعنية بهذه المسألة سيزورون لبنان في غضون 48 ساعة، للتعامل مع هذه الظاهرة بأفضل طريقة ممكنة وأكثرها فاعلية”.
وتقول تقارير رسمية إن السلطات القبرصية في حالة تأهب بعدما اعترضت في الأيام الأخيرة قبالة سواحل الجزيرة ما لا يقل عن 5 قوارب محملة بأكثر من 150 مهاجرا.
وعقدت وزارة الداخلية القبرصية اجتماعا طارئا، الاثنين، لبحث هذه الأزمة المتفاقمة.
وفقد عدد كبير من اللبنانيين الأمل بالبقاء في البلد، وسط أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة، وبعد انفجار هائل ضرب ميناء العاصمة بيروت وتمددت شظاياه في كل أنحاء البلاد.
وزادت نسبة الفقر وتضاعفت أرقام البطالة، وبات أكثر من 55 في المئة من اللبنانيين تحت خط الفقر.
وتؤشر الأرقام والمعطيات الحالية بأن لبنان مقبل على مزيد من الكوارث الاجتماعية والاقتصادية والنفسية في الفترة المقبلة.
ويقول مواطنون حاولوا الانتقال إلى أوروبا عبر البحر إن الفساد في لبنان دفعهم إلى الهجرة بأي طريقة عبر القوارب.
ويتهم هؤلاء السلطة السياسية بالمسؤولية الكاملة عما وصلت إليه الأمور في لبنان.
ولقصص هروب اللبنانيين عبر قوارب الموت تاريخ طويل من “المآسي”، فعام 2013 غرق العشرات من اللبنانيين في عرض البحر بعد غرف سفينة إندونيسية كانت تهرب مئات الأشخاص من إندونيسيا إلى أستراليا، وقضى عشرات اللبنانيين بتلك الحادثة، معظمهم من منطقة الشمال اللبناني.
ويلعب المهربون دورا أساسيا في دفع الناس إلى الهرب عبر البحر بعد حصولهم على مبالغ طائلة من الأموال لقاء تأمين قوارب أو تزوير مستندات.
وعام 2015 التحق عشرات اللبنانيين بقوارب الموت، التي أبحرت من تركيا إلى أوروبا في ظل الأزمة السورية، وقضى العشرات منهم قبل وصوله إلى السواحل التركية، فيما نجح آخرون بالوصول إلى الضفة الأخرى.
ومؤخرا تحولت منطقة الميناء في مدينة طرابلس الشمالية منطلقا لانطلاق عشرات القوارب نحو قبرص، وسجلت السنوات الماضية عدة محاولات للبنانيين وفلسطينيين وسوريين للهرب نحو أوروبا.
وغرق عدد كبير من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين في عرض البحر خلال هجرتهم غير الشرعية.
المصدر: سكاي نيوز