من أين لك إسماعيل هنيّة (رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”)، امتلاك مليون دولار لتدفعه من أجل تنفيذ مشاريع في مخيّمات لبنان الفلسطينية؟
من أين لك إسماعيل هنيّة (رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”)، امتلاك مليون دولار لتدفعه من أجل تنفيذ مشاريع في مخيّمات لبنان الفلسطينية؟ ولماذا تبذّر ما ليس حتماً من جيبك في لبنان، فيما قطاع غزة يحتاج الى “قرش من غيمة”؟
في أي حال، لا مبالغة إذا قُلنا إن سياسة المنطقة خرجت من اللّقاء الذي جمع هنيّة، بأمين عام “حزب الله” السيّد حسن نصرالله، على وقع التحرّكات الغامضة في المنطقة، بدءاً من حدث التسلّل في الجليل، وسرقة أسلحة، بحسب الرواية الإسرائيلية، وصولاً الى ما نشره تقرير روسي عن أن إيران نقلت ما لا يقلّ عن 3 أنظمة صواريخ مضادّة للطائرات إلى الحدود اللّبنانية – السورية.
“خطر”
ربط مدير “المنتدى الإقليمي للدّراسات والإستشارات”، العميد الركن خالد حماده، مخاطر تحرُّك إسماعيل هنيّة في لبنان، بمجموعة نقاط، أبرزها:
* زيارته مخيّم عين الحلوة، الذي يحوي عناصر موالية لإيران وللنّظام السوري، والذي شكّل دائماً أكبر مركز احتضان للإرهابيّين، الذين قاموا بعمليات داخل لبنان
* إشارته الى ملف مجزرة “صبرا وشاتيلا”، والى حقّ الفلسطينيّين الذي لا يسقط، وذلك من ضمن جوّ أن الخيار الأول هو خيار المقاومة
* تشديده على دور استراتيجي للفلسطينيّين الموجودين خارج فلسطين، في المرحلة القادمة
* حديثه من لبنان عن أن الصّواريخ ستطال ما بعد بعد تل أبيب.
وأشار في حديث لوكالة “أخبار اليوم” الى أن “مجموع هذا كلّه يعني أن “حزب الله” يوجّه رسالة أن لبنان أصبح ساحة المواجهة الإيرانية الوحيدة مع الولايات المتحدة، وأن المخيمات الفلسطينية قد تتحرّك مستقبلاً من ضمن هذا الإطار”.
“مليون دولار”
ولفت حماده الى أن “حزب الله” ومن خلفه إيران، يهدّدان من خلال نشاط هنيّة، المنحى الفرنسي لتشكيل حكومة مستقلّة، لا وجود لـ “الحزب” فيها. والرسالة الإيرانية واضحة، وهي أن طهران لا تزال صاحبة أوراق رئيسية، وأنها لا تقبل بالتسوية الفرنسية كما هي. فطهران تريد أن تتفاوض مع واشنطن حول لبنان، من خارج الإطار الفرنسي، ولا سيما بعدما زار مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر لبنان، ولم يقابل أحداً من المسؤولين. وهي تقول إن المساومة في هذه الساحة ليست بسيطة أو سهلة”.
وأضاف:”بات لبنان الآن في قلب مواجهة غير مُعلَنَة. فمحور “المُمانعَة” يقول للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه إذا كنتَ تريد تشكيل الحكومة التي تريدها أنت في بيروت، قد لن نتمكّن نحن من القول لكَ لا، ولكن ذلك غير كافٍ ليُصبح “حزب الله” خارج الحُكم. وإذا كنتَ استحوذتَ على الملفات اللّبنانية الداخلية، من إصلاحات وغيرها، إلا أن الملفات الخارجية تبقى في يدنا”.
وعن المليون دولار من “حماس” لتنفيذ مشاريع في مخيمات لبنان، قال:”قد يكون هنيّة حصل على هذا المبلغ من الإيرانيّين أو حتى من القطريّين. وهذه الأموال لم تُؤخَذ من حصّة أهل غزة، بل هي فاتورة مدفوعة للفلسطينيّين في الساحة اللّبنانية”.
“الدّفاع الجوّي”
وردّاً على سؤال حول منظومات الدّفاع الجوّي الإيرانية في المنطقة، أجاب حماده:”طهران غير قادرة على مواجهة واشنطن وتل أبيب في سوريا، بوجود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هناك. وهذا ما يفسّر انسحاب 2500 عنصر لـ “حزب الله” من سوريا الى لبنان. والمؤشّر الجديد المتعلّق بسَحْب أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية من سوريا، الى الحدود اللّبنانية – السورية، وربما الى داخل لبنان، يؤكّد السّعي الإيراني الى إخراج تلك المنظومات الصاروخية من دائرة التأثير الروسي على عملها”.
ووضع حماده “عملية الجليل، التي لا تزال الأنباء حولها غامضة وغير جديّة، في دائرة “المزحات الميدانية” بين كلّ من إسرائيل و”حزب الله”، خصوصاً أن من تسلّل الى قاعدة إسرائيلية للسّطو على قطع حربية، كان من الأفضل له أن ينفّذ الإنتقام الذي يهدّد به منذ الغارة الإسرائيلية على سوريا في تموز الماضي”.
وحول إمكانية أن يرفع نقل منظومات الدّفاع الجوّي الإيرانية الى الحدود اللّبنانية، خطر حصول ضربات إسرائيلية في لبنان، قال:”نعم، وهذا نُضيفه الى الخطوة الإيرانية باستقدام “حماس” الى لبنان، عبر هنيّة، ليقول إن المخيمات الفلسطينية باتت جاهزة لأي اشتباك داخلي في لبنان، أو خارجي”.
وختم:”هذا دليل أيضاً على جهوزية إيران ومحورها للمواجهة، وللردّ على اتّفاق التطبيع الإماراتي – الإسرائيلي، من بيروت، في شكل يجعل لبنان يتصدّر المواجهة”.