السحسوح”عبارة اشتهرت لبنانياً عند كلّ حدث أو موقف، فلا يمرّ يومٌ بلا “سحسوح” من إحدى الجهات السياسيّة أو الحزبيّة إلى أخرى، أو من أحد منتسبي هذه الأحزاب إلى خصم له في السياسة، حتى وصل الأمر بوزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال الى أن يتحدّث بلغة الـ “سحسوح”.
هذا كلّه طبيعي في المنطق اللبناني السائد، أمّا ما هو مستجد وغير مألوف منذ ما بعد الخروج السوري من لبنان، فهو “السحسوح” الخارجي للطبقة السياسية الحاكمة جمعاء، هذه الطبقة التي حكمت فتحكّمت بمفاصل الدولة الماليّة والإقتصاديّة والسياسيّة والقضائيّة والأمنيّة والإعلاميّة… فعاثت في الأرض والمؤسسات فساداً. أفسدت كلّ شيء، وأفسدتنا في النفوس أيضاً.
فبعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان، والتي أتت بعد انفجار مرفأ بيروت الدموي، بدا المشهد السياسي المحلّي مغايراً عمّا كان عليه ما قبل الإنفجار. هم نفسهم حكّام البلاد والعباد، باتوا منفتحين على مختلف الحلول، يسارعون إلى استجداء رضاه، يستقتلون للإصلاح، أقلّه في تصاريحهم واطلالاتهم اليوميّة.
هؤلاء على استعدادٍ اليوم للقيام بكلّ شيء، فالمهمّ هو أن يحفظوا ماء وجوههم وأن يؤمّنوا استمراريّةً لهم ولعائلاتهم. صدق المثل: “سبحان لبغيّر وما بيتغيّر”. ويبقى الشكر الأكبر لـ “السحسوح”، وهذه المرّة دور “سحسوح” ماكرون.
المصدر: mtv