المصدر: International Scopes – سكوبات عالمية | شادي هيلانة
نتوقف عند كلام غبطة البطريرك بشارة الراعي الذي اعتبر الحادثة الأخيرة، “انفجار مرفأ بيروت” بمثابة التحذير الصريح للسلطات اللبنانية للتحرك قبل فوات الاوان ، حيث تنتشر المستودعات و مخازن السلاح في جميع مناطق لبنان الحضرية منها و الريفية.
ويشهد لبنان استخداما غير مسبوق للسلاح غير الشرعي سواء من الافراد او الجماعات كحزب الله، و حركتي حماس و الجهاد الاسلامي الفلسطينيتين.
كما تحدث البطريرك الراعي عمااعتبره دويلات في قلب الدولة، داعيا السلطات اللبنانية لضرورة فرض سيادتها على البلاد و منع كل ما من شأنه ان يهدد حياة اللبنانيين لاسيما و ان سلامة المواطنين منوطة بالدولة و لا يحق لأحد افرادا كانوا او جماعات تعريضها للخطر.
واهم من يصر على اختيار أسهل الشرين لارضاء السياسيين لغاية في نفسه كما حصل في الجنوب اذ تسابق البعض حتى لا أقول أكثرهم لحماية سلاح مكدَّس معظمه في مغارات محفورة على عمق عجزت الأقمار الاصطناعية على ملاحقته رغم التطور و رغم ما يملكه الروس والأميركان من تقنية الرصد المطلوب والدقة في تشخيص الهدف بما يرافق من معلومات الكم والحجم ، مع خبراء من ذوي الاختصاص المتوفرين لحماية دول عظمى كالمملكة المتحدة مثلا ، ولم يكن الجنرال عون رئيس الجمهورية بعيداً عن رغبة الاستعانة بصور ملتقَطة من أقمار مهتمة بمثل هذه الوقائع على كل شبر تحدث فيه بطول وعرض الكرة الأرضية والتي لا يمكن أن يفوتها انفجار في حجم تجاوز تدميره مرفأ بيروت مع تسجيل السبب والمُسَبِّب، لاحساسه بأمر وصول لحظة يُبرئ فيها ذمته ، لكن الظاهر أن مقترحه لم ينل موافقة الخائف من اجراء أي تحقيق خارج المتوفر محلياً ، لأسبابٍ قد تكون الأيام كفيلة بتوضيحها جملةً وتفصيلاً.
المقاومة تفقد شرعيتها إن انسلخت عن المؤسسات الدستورية للبلاد مكونة دولة داخل دولة، لها جيشها الخاص المسلح بما يزيد عن الحاجة، تابعة لزعيم مطيع لأوامر دولة أخرى غير لبنان، فأي مقاومة هذه ، و هي تشكل خطراً فادحاً يهدِّد أمن وسلامة لبنان، و يجب التعجيل بتصفيتها اسماً وكياناً لتعود إقليماً من أقاليم ايران ؟ وأية مقاومة هذه و هي التي نسيت أهدافها المعلنة بمحاربة اسرائيل أو أقله تحرير ما احتلته الأخيرة من أجزاء التراب الوطني، واتجهت لتقاوم السوريين المطالبين تخليص وطنهم من نظام بشار الأسد ، والعراقيين الأحرار الراغبين في إبعاد عراقهم المجيد عن قبضة الإيرانيين ، واليمنيين وهم يحاربون بما يملكون من وسائل ضعيفة لاسترجاع كرامة بلدهم!.
” لبنان الكبير”حقيقة تاريخية أثبتها البطريرك الياس الحويك وكرّسها اللبنانيون بنضالاتهم المستمرة في الدفاع عن الوطن والقضايا العربية. ويكرسها البطريرك الراعي اليوم بإعلانه الحياد الأكيد ، وسعيه لرجوع الضالين الى وطنهم الأُمّ ، وبناء وطن جديد يشبه لبناننا الكبير، بمشاركة الجميع في مفهوم استراتيجي حتمي يدفعنا نحو الانقاذ، لا يمكن لطائفة ان تهيمن على قرارات دولة بأمها وأبيها، ولا يحق للسلطات ممثلة بحزب قاد البلد الى الانهيار مع حلفائه وغسل أيديه من الخطيئة الكُبرى والذنوب.