كل المؤشرات السياسية الاقليمية والدولية لا توحي بالايجابية، بل على العكس ما يحصل في لبنان وفي الاقليم يعطي اشارات بأن المحاور المتنازعة قررت الذهاب الى الكباش النهائي والتصعيد الكامل.
في لبنان، لا يبدو الوضع في عمقه مختلفاً، لا تزال واشنطن حتى اللحظة غير متحمسة للمبادرة الفرنسية. في الاصل يعتبر الاميركيون انهم يحققون الكثير في ضغوطهم الاقتصادية، وبعيداً عن صحة هذا الاعتقاد، لكن لماذا سيتراجعون؟
في المقابل لا يزال “حزب الله” يهيء نفسه للضغوط القصوى، كما انه يرفض أي تنازل سياسي خلال هذه المرحلة، يريد تمرير مرحلة الانتخابات الرئاسية الاميركية قبل ان يأخذ موقفه النهائي، التصعيد ام التفاوض.
في هذا الوقت يعمل اللبنانيون على التمسك بالمبادرة الفرنسية، التي على الارجح باتت يتيمة، لكن تمسك القوى السياسية بها يقوم على قاعدة عدم خسارة القوى الاوروبية التي تتعاطى في السياسة مع لبنان بوجدانية تضاف الى الواقعية الغربية.
ووفق مصادر مطلعة فإن هناك قرارا بملاقاة الحراك الفرنسي الذي بدأ قبل مدة، وذلك لعدم احراج باريس امام شركائها الدوليين، بل اعطائها الكثير من الحجج الواقعية التي يمكنها التلويح بها واستخدامها لاقناع هذه الدولة او تلك بتخفيف الضغوط او اعطاء المساعدات المالية.
وتقول المصادر إنه بعد رفض الحريري ان يكون في الواجهة، عادت المبادرات الى اولها، الى حيث يجب الاتفاق على شخصية سياسية يسميها الحريري تؤّمن الاجماع الداخلي، مع العهد و”حزب الله” وقوى ١٤ آذار، والاجماع الخارجي الفرنسي والاميركي.
وتعتبر المصادر ان الاتفاق على هذه الشخصية قد يؤدي الى فك الحصار السياسي عن لبنان نسبياً، ولن يؤدي الى اظهار الحكومة ومن خلفها العهد بوصفهم معادين للولايات المتحدة الاميركية وللغرب عموما، بل على العكس من ذلك تماما.
وتشير المصادر الى ان ما يسهل هذه المحاولة في الاتفاق على رئيس للحكومة لا يكون من صفوف الثامن من آذار، هو الاشارات الاميركية بأن لا مانع في المبدأ بأن يمثَل الحزب في الحكومة، وعليه فإن الاتصالات تتجه الى حكومة يزكي رئيسها سعد الحريري ويشارك بها “حزب الله” وكافة القوى السياسية الوازنة.. فهل تنجح هذه المحاولات؟
تقول المصادر إن فشل مثل هذه المحاولة وعدم تشكيل حكومة سريعة سيؤدي الى انهيار كامل لهيكل الدولة وتدهور شامل في الوضع المالي والنقدي والاقتصادي، كما ان الوضعين الصحي والامني لا يسمحان بأي مماطلة قبل الوصول الى تسوية مقبولة من الجميع..
خاص “لبنان 24”