تظاهرات، قطع طرقات، تجمّعات أمام منازل السياسيّين والهجوم عليهم في الأماكن العامة… كلّها خطوات لم تعد محسوبة بعد اليوم أمام التطوّرات المفصليّة الحازمة التي ستبدأ بالظهور في الساعات والأيّام القادمة.
تبدّل تكتيك اللعبة الآن. سيُسحَب البساط تدريجياً من تحت أقدام المنظومة الحاكمة التي تقود الشعب اللبناني نحو رفع الدعم عن المحروقات والطحين والخبز في ظلّ حكومة تصريف أعمال مُربَكة لا تعلم أين تبدأ وأين تنتهي، وإن كان مُتاحاً لها تنفيذ إصلاحات أم لا.
وفي معلومات حصل عليها موقع mtv في الساعات الأخيرة من قبل وسطاء بين النقابات ومجموعات من “الثورة”، فإنّ “القرار اتُّخِذَ من قبل عدد من النقابات بعقد مؤتمرات صحفيّة تباعاً وإصدار بيانات تُعلن فيها المقاطعة الكليّة للدولة وإداراتها وأجهزتها، أيّ التوقّف نهائياً عن دفع الضرائب والرسوم، والتنكّر للقرارات الوزاريّة كافّةً، خصوصاً المرتبطة بإجراءات “كورونا” وخرق قرار الإقفال التام”، وذلك بعد إعلان النقابات السياحيّة قرار المقاطعة.
ونتيجة الإتّصالات التي تكثّفت في الـ24 ساعة الأخيرة على أكثر من خط، فإنّ التوجّه الجديد الأكثر فعاليّة، تبعاً للمصادر، سيُترجَم بـ”عزل المنظومة الحاكمة من قبل أوسع شريحة من الهيئات والمصالح والمجالس التي تعمل تحت سقفٍ نقابيّ وتلتزم جماعياً بدعوات الإضراب والعصيان”.
والخطوة الأعلى سقفاً ستتمثّل بـ”الإيعاز، داخل كلّ قطاع وبعد التنسيق، إلى المؤسسات والشركات والمنشآت الكبرى، بإصدار بيانات تُعلن فيها مقاطعة الدولة حتّى إشعارٍ آخر، ما يعني أنّ الثورة ستنتقل من الشارع إلى الداخل بهدف شلّ الحركة بشكل كامل وفصل السلطات الحكوميّة عن إداراتها وموظّفيها”.
ولن يقتصر التصعيد، بحلّته الجديدة، على هذه الخطوات، بل ستضع مجموعات الثورة والنقابات شروطاً لفك “العزل”، كما تُسمّيها المصادر، تتصدّرها الإسراع في إعلان حكومةٍ مستقلّة مصغّرة تتولّى المرحلة الإنتقاليّة قبل نهاية هذا الصيف، وتترأسها شخصيّة مستقلّة وحياديّة، لتُشرفَ على وضع قانون إنتخابيّ جديد لإجراء انتخابات نيابيّة تُفرز سلطةً بديلة بإشراف من منظّمات دوليّة تضمن الشفافيّة والنزاهة في الفرز وإعلان النتائج”.
وعلى وقع هذا السيناريو، تُسجّل المصادر تخوّفاً من “تطوّرات أمنيّة مُبرمَجة لتحريف مسار الأحداث بهدف إحداث ضغطٍ وتضييع الأولويّات لتفادي حكومة إنتقاليّة تفرض نفسها بغطاء دوليّ ويكون الجميع خارجها، خصوصاً قوى السلطة الحاليّة”.
المصدر: ريكاردو الشدياق – موقع mtv