على أكثر من خيط تعمل الاجهزة الامنية وعلى رأسها شعبة المعلومات لتفنيد خلفيات جريمة كفتون والتي ذهب ضحيتها ثلاثة شبان من البلدة، بعد تصديهم لمجموعة مسلحة تواجدت هناك بطريقة مشبوهة.
قادت التحقيقات الاولية الى تحديد هوية البعض من هؤلاء وتوقيف أحدهم في منطقة البداوي فيما يجري العمل على توقيف المزيد من الاشخاص الذين ينتمون الى مجموعة مؤلفة من لبنانيين سوريين وفلسطينيين، الا أن الهدف من التحقيق معرفة الدوافع وراء هذه الجريمة وما اذا كانت لغرض السرقة أم تتعلق بقضايا ارهابية، والدافع الاخير دخل على خط الفرضيات بعد الحديث عن تواجد النائب نديم الجميل في المنطقة وعلى بعد كيلومترات قليلة من موقع الحادثة، اضافة الى وجود سلاح داخل السيارة هدفه أبعد من السرقة.
تشير المعطيات الامنية الى أن البلاد اليوم في مرحلة الفوضى الامنية مع استغلال أكثر من طرف اقليمي ودولي حادثة تفجير المرفأ وما ترتب عليها من خسائر طالت كل القطاعات وهذا الامر شكل فرصة لبعض أجهزة الدول تعزيز تواجدها الامني في لبنان كما سمح للخلايا الارهابية المدعومة من فصائل كجبهة النصرة وداعش من اعادة تموضعها وتنظيم صفوفها لاسيما في المناطق الشمالية حيث تتواجد في بيئات محددة وفق تقارير استخباراتية موجودة لدى الاجهزة الامنية.
تزداد المخاوف اليوم من اعادة تنشيط هذه الخلايا التي استطاعت اختراق الساحة عبر ثغرات أمنية واجتماعية، شكل العامل الاقتصادي عاملا اساسيا لدعمها، وقد ترافق ذلك مع حديث عن دخول بعض العناصر عبر الحدود السورية بطريقة غير شرعية، وعبر ممرات يتولاها بعض الاشخاص في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية.
المسار الذي اتبعه الارهابيون للهروب من موقع حادثة كفتون يدل على أنهم اختبروا المنطقة جيدا أو أن هناك من وضع لهم خريطة الدخول والخروج من دون التعرض للحواجز الامنية المنتشرة بين شكا الكورة وطرابلس، وفضل هؤلاء سلوك الطرقات الوعرة انطلاقا من نهر العصفور الى شكا فطرابلس ومنها الى البداوي، وهذه الفرضية لا يمكن استبعادها في التحقيق الذي يتشعب أكثر ويمكن ان يقودنا الى أماكن بعيدة تتحمل الاجهزة مسؤولية التقاعس لأنها لم تستطع ردع الجريمة خصوصا وانها تملك تقارير تؤكد وجود اجهزة استخبارات اقليمية تعمل في الشمال وعلى صلة ببعض هذه الخلايا.
في الاشهر الاخيرة اعرب أكثر من مرجع أمني شمالي عن تخوفه من انسحاب الفرقة الرابعة في الجيش السوري على طول الحدود الشمالية مع لبنان وتمركز قوات من “الهجانة” في نقاط محددة، ومن المعروف أن تلك العناصر تتقاضى الاموال لتسهيل التهريب عبر الحدود، وقد حذرت المراجع الامنية من هذه الخطوة التي على ما يبدو مدروسة من قبل البعض لادخال المزيد من العناصر الارهابية الى لبنان وتكرار تجربة تنظيم فتح الاسلام في مخيم نهر البارد بقيادة شاكر العبسي.
ويربط البعض ما تم رصده في سيارة الهوندا في كفتون من أسلحة وما تم رصده ليل السابع والعشرين والثامن والعشرين من حزيران الماضي في بلدة شنشار في منطقة حمص من قبل الجيش السوري حيث تم توقيف شاحنة صغيرة محمّلة بمئات المسدسات وعشرة قاذفات «ب 7»، كانت وجهتها طرابلس آتية من الشرق السوري بالتزامن مع توقيف استخبارات الجيش تاجر سلاح في بلدة حوش السّيد علي (الهرمل)، كان ينتظر الشاحنة لتوصيلها الى منطقة طرابلس اضافة الى توقيف الجيش في اليوم التالي ثلاثة سوريين كانوا يستعدّون للوصول إلى طرابلس آتين من إدلب. كما تفيد المعلومات بأن الجيش أوقف أكثر من مرة بعض السيارات المحملة بالاسلحة في منطقة طرابلس ولكن بعيدا عن الاعلام وأن العمليات الامنية تكثفت قبل انفجار المرفأ لاحباط تهريب الاسلحة الى الداخل.
كل هذه الفرضيات وضعتها الاجهزة الامنية اليوم في تحقيقاتها المتصلة بحادثة كفتون لمعرفة حقيقة العملية وما اذا كانت أبعد من سرقة، لأن هناك من يقول ان الوقائع كما التحقيقات تقودنا الى تداخل العنصر الامني مع السياسي في ضوء السيناريو الموضوع لمستقبل المنطقة وتداخل مصالح الدول على الساحة اللبنانية حيث يشد كل طرف حبل المفاوضات باتجاهه، ولطالما شكل لبنان الخاصرة الرخوة لمصالح تلك البلدان وساحة لتصفية حساباتها.
داهمت قوة من شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي فجر اليوم غرفة معزولة يقطنها نازح سوري في محلة العامرية – البيرة، وذلك على خلفية جريمة كفتون الكورة.
وافيد بان “المطلوب قد واجه القوة ما اضطرها الى التعامل معه بالمثل، حيث سمع اثر ذلك دوي إنفجار لم يعرف ما اذا كان المطلوب قد فجر نفسه”.
ولا يزال هناك تكتم كبير على هوية الشخص الذي اضحى قتيلا وما اذا كان ثمة مطلوبين اخرين قد تم توقيفهم خلال المداهمة، بانتظار تقرير قوى الامن الداخلي لايضاح صورة وحقيقة ما حصل.
المصدر: ليبانون فايلز