دمٌ في كفتون، في الكورة، والتحقيقات مستمرّة لمعرفة خلفيّات الجريمة التي أودت بحياة ثلاث ضحايا. وقبلها دمٌ في لوبية في إشكالٍ بين مناصرين لحزب الله وآخرين من حركة أمل.
بلدٌ على كفّ عفريت الفتنة، وقد يطلّ من أيّ بابٍ، من أيّ منطقة أو طائفة أو دولة…
أما على مواقع التواصل الاجتماعي فدمٌ يهدر في كلّ مكان. تهديدٌ وشتمٌ وعبارات سوقيّة و”عصفوريّة” يشارك فيها الكبار والصغار، الرجال والنساء، وما من صوت عقلٍ يرتفع.
ما من حكيمٍ يخرج ليصرخ بوجه الجميع: عيبٌ ما تفعلون. البلد على شفير الإفلاس التام، وانفجار المرفأ هجّر عشرات الآلاف، ولا يمرّ يوم إلا ونودّع فيه ضحيّةً جديدة للانفجار، والجرحى يخرجون من المستشفيات الى منازل مدمّرة، والفقر بلغ أرقاماً قياسيّة، والمؤسّسات تتسابق على الإقفال، والكورونا يفتك بالناس بينما المستشفيات تعاني، وبعضها مدمّر.
وسط هذا المشهد كلّه، يسقط قتيلٌ وجرحى من أجل لافتة. ما هذا الغباء الذي يضرب ببعض جمهور الأحزاب، من اليمين الى اليسار؟ ما هذا الحقد الذي يتملّك هؤلاء؟ ما هذه الدعوات التافهة التي نقرأها للعودة الى الحرب “لنربّيكن” و”لنعلّمكن”؟ ما هذا النبش المتمادي لقبور من ماتوا في حربنا الأليمة؟
إنّها الحرب قد اندلعت من جديد في جمهوريّة يعبد ناسها الزعماء… حتى الموت. يبقى فقط أن يستبدل المحاربون هواتفهم بالأسلحة.
المصدر: داني حداد – موقع mtv