تتحدث مصادر مطلعة عن ان “حزب الله” قد حسم خياره في مسألة الرد على اسرائيل، خصوصا بعد حديث أمينه العام السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير عن أن هذا الرد حاصل لا محالة، ما يعني أن نصر الله يعتبر الرد التزاماً على نفسه وأمام جمهوره والرأي العام، وحتى في موازين القوى بين الحزب واسرائيل لكنها مسألة وقت. فما هي اهمية رد “حزب الله” في هذه المرحلة؟
تقول المصادر ان اهمية الرد في حال حصوله تكمن في عدة نقاط:
النقطة الاولى، في الرد نفسه لجهة الشكل، رغم التهديدات الاسرائيلية الهائلة التي أوحت بأن اي رد من قِبل الحزب سيقابله رداً حازماً وحاسماً قد يطال العمق اللبناني، وبالتالي فإن ذهاب الحزب نحو خيار الرد سيكون تأكيدا حتميا لفرض قواعد الاشتباك التي سيبقى مصرا على ابقائها على ما كانن عليه حتى ولو أدى الامر للذهاب الى حرب، ما يعني ان اسرائيل ستجد نفسها مضطرة في المرحلة المقبلة الى احترام هذه القواعد الى اقصى الحدود لأنها لن تتمكن من ردع حزب الله عبر تهديده بالحرب.
النقطة الثانية، والتي تعطي لرد الحزب اهمية بالغة، هي ان رده سيؤدي الى تقييد حركة سلاح الجو الاسرائيلي في سوريا، اذ ان اسرائيل هذه المرة لم تستهدف مواقع “حزب الله” بل وجّهت ضرباتها بشكل اساسي نحو مواقع تابعة لإيران، وبالصدفة كان هنالك تواجدا لبعض عناصر الحزب، ومن هنا فإن اسرائيل ستكون حذرة في حال حصول رد من قبل الحزب حتى في توجيه ضربات اخرى لحلفاء حزب الله في سوريا ومن بينهم الحرس الثوري.
النقطة الثالثة مرتبطة بالاوضاع الداخلية في لبنان، اذ ان الحزب سيكون رده، لو حصل، مخاطرة كبيرة في خيار المواجهة، مهما بلغ حجمها، بعد الانفجار الاخير في مرفأ بيروت، حيث ان الواقع اللبناني بات هشاً على كافة الصعد في حين ان القطاع الصحي يعاني من مشاكل جدية بسبب عدد الجرحى الهائل وتوقف بعض المستشفيات عن العمل بعد الانفجار، وهذا يعني بأن الحزب مصر على تخطي الاوضاع الداخلية مهما بلغت الاثمان من اجل الحفاظ على مكتسباته العسكرية والتوازنات الاسترايجية التي بدأ بها منذ العام 2006 وحتى اليوم، اضف الى ذلك أزمة وباء كورونا والتي يبدو ان الحزب سيتجاهلها في حال عزم على الرد.
النقطة الاخيرة والتي لها دلالات عميقة هو الحضور العسكري الغربي في لبنان، الاميركي والبريطاني والفرنسي، ومن هنا يمكن النظر الى رد حزب الله في حال حصوله على اعتباره استعدادا للمواجهة مهما توسعت أفقها، إذ يعتبر ان ثمنها اقل تكلفة من السكوت عن الاستهدافات التي قد تحصل في سوريا، الامر الذي سيؤدي حتما الى منع اسرائيل من القيام بأي عملية عسكرية او امنية داخل لبنان.