رغم أن امتحان الـ Littérature Française بات على الأبواب في 1 أيلول القادم، تنهمك الأطراف اللّبنانية بالإعداد له عبر دراسة الأدب الفارسي الحديث، الذي يقوم على نيران الصّواريخ، واستراتيجيات “الإجر ونصّ” في الجنوب اللّبناني والجولان السوري، بينما تُمسِك إسرائيل بـ “خوانيق” إيران، في مياه الخليج العربي، وربما في العراق مستقبلاً، بعد الإمارات.
شكل الصّراع الحكومي اللّبناني الحالي يُعطي فكرة واضحة عن أزمة عام 2022، التي تقوم على أن المجتمع الدولي لن يقبل برئيس جمهورية يغطّي سلاح “حزب الله”، فيما إيران لن تقبل برئيس لا يقوم بذلك، مهما كان الثّمن.
فريق “العهد” الرئاسي يتشاغل بالتهليل لإسقاط مؤامرات عليه، ويتلهّى بالتذرُّع بأن مشكلة سلاح “حزب الله” إقليمية. ولكن لا هو يتحرّك على هذا الصّعيد، ولا يقدّم إطاراً رسمياً يسمح للمجتمع الدولي بالتحرّك في هذا الملف، تمهيداً لفكّ الحصار عن لبنان، لا سيّما أنه لا يُمكن ممارسة الخداع في هذا الإطار. فدول العالم كلّه تُدرِك جيّداً أنه حتى ولو تمّ ترسيم الحدود البرية والبحرية، وتحرير الأراضي اللّبنانية المحتلّة، فإن “حزب الله” لن يسلّم سلاحه الى الدولة اللّبنانية، لأن القرار في مكان آخر.
في الإطار الإقليمي، يشهد الأسبوع القادم قمة عراقية – أردنية – مصرية، تركّز على تعزيز تعاون إقتصادي “استراتيجي” بين الدول الثلاث، يطال التجارة والإستثمارات، وذلك بعد زيارة “استراتيجية” لرئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي الى الولايات المتّحدة، شهدت توقيع اتّفاقيات كبيرة.
ومن المرجّح أن تتناول قمة بغداد – القاهرة – عمان أيضاً، تعزيز وتطوير المناطق الصناعية المشتركة، والتعاون في قطاعات الطاقة والبنى التحتية وإعادة الإعمار، وهي ملفات تمّت مناقشتها بين الأطراف الثلاثة سابقاً. وليست صدفة أن يتعزّز التعاون الاستراتيجي العراقي مع مصر – “كامب ديفيد”، وأردن – “وادي عربة”، على وقع الإعلان عن مسار تطبيعي خليجي مع إسرائيل، يتمثّل بالإمارات. وهو قد يحمل مساراً تطبيعياً مستقبلياً بين العراق وإسرائيل، ينطلق من العمل على ربط بغداد بالمشاريع الإقتصادية الإقليمية، مهما كان تفاوُت أشكالها وأحجامها. وهو ما يعني أن تل أبيب تقترب من طهران أكثر فأكثر، باتّفاق عربي – إسرائيلي – أميركي – روسي، يجعل العراق منصّة توازُن وقاعدة إقتصادية في الشرق الأوسط.
ووضع مصدر سياسي التعثُّر الحكومي، في إطار أن “لبنان يقع بين فكَّي كمّاشة إيران من جهة، والغرب والخليج من جهة أخرى. فـ “حزب الله” بلغ حجماً يتجاوز طاقة لبنان على تحمّله، داخلياً وخارجياً، وهو بات يعرقل أي دعم دولي للبلد”.
وشدّد في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” على أن “تشكيل الحكومة الجديدة يرتبط بتحديد دور وحجم “حزب الله”، وتدخُّل إيران في لبنان. فهذا هو الموضوع الأساسي، وأما الباقي فمجموعة من التفاصيل الثانوية. وحتى الساعة لا شيء جاهزاً على صعيد الحكومة”.
وأكد أن “الأزمة اللّبنانية تحتاج الى تحرّك دولي، لأنها تتجاوز قدرة لبنان على معالجتها. ولكن يبدو أن شيئاً معيّناً يحصل من تحت الطاولة بين واشنطن وطهران، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب مراراً استعداده للإتّفاق مع إيران بعد إعادة انتخابه، إذا حصل، بموازاة معلومات عن أن طهران استعادت جزءاً من ودائعها المحجوزة في الخارج. وبالتالي، الصّدام أو الحوار الأميركي – الإيراني، سيحدّدان شكل الحكومة اللّبنانية الجديدة، وواقعها”.
وردّاً على سؤال حول إمكانيّة اتّجاه العراق نحو تطبيع معيّن مع إسرائيل، أجاب المصدر:”مؤشّرات كثيرة توحي بذلك بالفعل. فالضّغوط الأميركية على العراق، أنتجت ابتعاداً عراقياً كبيراً عن إيران، وتقارباً مع الولايات المتحدة، ومن خلال الأخيرة مع إسرائيل، بشكل أو بآخر”.
وختم:”لذلك، يتوجّب الإسراع في تحييد لبنان عن مفاعيل متغيّرات المنطقة، التي لا يحتملها أبداً، من حيث تكوينه وتركيبته وظروفه”.
المصدر: أخبار اليوم