م يدعُ رئيس الجمهورية ميشال عون حتى اليوم الى استشارات نيابية لتسمية رئيس حكومة جديد بعد سقوط حكومة الرئيس حسان دياب، لكن اللافت في الامر أن اصوات المعارضين لعون لم تبدأ بعد بالضغط عليه للاسراع في الاستشارات كما كان يحصل سابقاً.
بعض اوساط بعبدا تتحدث همساً عن التأليف قبل التكليف، لكن النظرية هذه المرة ليست واقعية، اذ ان طموح القوى السياسية لا يصل الى هذا الحد، بل هو محصور بالاتفاق على اسم يتولى رئاسة الحكومة ويحظى بدعم جدي من الخارج.
وترى مصادر مطلعة انه حتى اللحظة فإن الثنائي الشيعي ليس في وارد تكرار تجربة تسمية رئيس حكومة يشبه حسان دياب، وهما لهذا الاساس يعطيان اولوية لتسمية الرئيس سعد الحريري، واقتاع “التيار الوطني الحر” به، او في اسوأ الاحوال الذهاب الى شخصية يسميها الحريري ويتبناها.
لكن المشكلة لا تكمن، وفق المصادر ذاتها، في عدم موافقة الوزير جبران باسيل على تسمية الحريري او المشاركة في حكومة يرأسها، بل في عدم رغبة الحريري نفسه القيام بأمرين، الاول ترؤس حكومة من دون الحصول على غطاء سياسي خارجي عموماً، واميركي وسعودي خصوصا، والامر الثاني عدم رغبته بتكرار تجربة الدخول في بازار تسمية شخصيات مثلما فعل قبل عدة اشهر.
هذه العراقيل توحي بأن ما يحصل خلف كواليس المفاوضات الداخلية، هو مفاوضات اقليمية – دولية، مع لبنان ومع الخارج، ليس اكيداً ان يصل التفاوض الاقليمي الى نتيجة حقيقية وعملية مرتبطة بالواقع اللبناني.
وترى المصادر ان عدم تشكيل حكومة قبل عودة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت قبل بداية ايلول المقبل، بات محسوماً، لكن المخاطر الفعلية والسؤال الجدي يكمن بإمكانية تشكيل حكومة قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية.
وتعتبر المصادر أن ايا تكن الحكومة التي ستؤلف اليوم، ان ألفت، فإنها معرضة للسقوط بعد الانتخابات الاميركية وذلك لإمكانية تبدل التوازنات والحسابات والرهانات بعد هذه الانتخابات، لذلك هناك بعض الاطراف البارزون في لبنان يعملون على تجميد كل خطواتهم وقراراتهم السياسية الى ما بعد صدور نتائج الانتخابات.