قبل اسابيع تحدث الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في جلسة داخلية عن ان الحزب مستعد لكل الاحتمالات حتى انه مستعد للتخلي عن بعض الحلفاء الذين سيتخلون عنه، لم يذكر نصرالله الحلفاء الذين سيتخلون عنه، لكنه اكد ان الحزب لن يتمسك بأحد.
امس تحدث رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في خطاب فيه تناقض كبير اذ اكد انه مستعد لتحمل العقوبات الاميركية لكنه ان يتخلى عن “حزب الله”، وفي المقابل اكد انه سيذهب الى الطلاق مع الحزب في المواضيع الداخلية اذا لم يشارك الحزب في محاربة الفساد.
تعتبر المصادر ان باسيل كان يراعي امس الجو العوني الغاضب نسبيا من فشل تياره في شعار مكافحة الفساد، واراد بشكل فعلي تحميل المسؤولية لعدم وجود حلفاء، وحتى “حزب الله” لم يقف معنا، خصوصا ان القاعدة العونية سبقت باسيل في تحميل مسؤولية للحزب في ترك التيار وحيداً وتفضيل حركة “امل” في القضايا الداخلية.
لكن حديث باسيل يفتح الباب واسعاً امام مساعي واضحة بدأت قبل مدة بهدف عزل “حزب الله” داخلياً واعادته الى مرحلة العام ٢٠٠٥، اي قبل التفاهم الذي عقده مع الرئيس ميشال عون وانقذه من العزلة الداخلية.
يرغب خصوم الحزب بشكل اساسي بضرب قاعدة الحزب الشعبية، غير انهم ومع فشلهم في هذا الامر توجهوا نحو هدف آخر هو عزل الحزب داخلياً من خلال اضعاف حلفائه على المستوى الشعبي، وتحديداً “التيار الوطني الحر” الذي يشكل القاعدة المسيحية الاساسية المتحالفة مع الحزب.
وتقول المصادر ان الهدف هو جعل حلفاء التيار لا يملكون قاعدة شعبية تمكنهم من تأمين غطاء للحزب واظهارهم كأحزاب ضعيفة غير قادرة على فرض شروطهم في اللعبة الداخلية، الامر الذي سيؤدي حتما الى احراج الحزب سياسياً على المستوى الداخلي.
اسئلة كثيرة طرحت امس بعد خطاب باسيل، وهي هل هو بخلافه المتوقع المقبل مع الحزب سيكون قد سحب الغطاء وساهم بعزل “حزب الله؟ ام انه من خلال تأكيده المبالغ به انه لن يترك الحزب في القضايا الوطنية والمرتبطة بالمقاومة، فأبقى على تحالفه معه وترك له الامتداد الوطني عبر جزء من الشارع المسيحي؟
