ألزم الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله تفسه مجددا الرد على الغارة الاسرائيلية التي استهدفت احد مقاتلي الحزب في سوريا، معتبراً ان الرد مسألة وقت، الامر الذي يحسم مسألة الرد بما لا يقبل الشك، اذ ان الحزب كان من الممكن ان يستغل مرور الوقت وحصول انفجار بيروت ويتناسى الرد لكن حديث نصرالله نفسه حسم المسألة امام الرأي العام مما اعاد الجيش الاسرائيلي الى الاستنفار بدرجات قصوى.
وتعتبر مصادر مطلعة ان الحزب كان يريد تأخير الرد لكن ليس الى هذه الدرجة الا ان انفجار مرفأ بيروت ادى الى تأجيل العملية لحين تخفيف الاعباء عن النظام الاستشفائي في لبنان.
وترى المصادر ان تأخير العملية قد يكون حقق مكاسب للحزب منها اطالة فترة الاستنفار في شمال فلسطين المحتلة وتاليا استنزاف الجيش الاسرائيلي، وثانياً دخول عوامل عسكرية وسياسية تمنع تل ابيب من التهور في الرد على الرد.
واشارت المصادر الى ان المنطق والتجارب توحي بأن تل ابيب لا تذهب الى تصعيد عسكري احادي في ظل الحملة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة الاميركية، وهذه الحملة بدأت قبل ايام ولم يعد هناك هامش واسع للقيادة الاسرائيلية مثلما كان موجوداً قبل بدء الحملات الانتخابية.
وتضيف المصادر ان الامر الثاني الذي سيؤدي الى تقييد حركة الجيش الاسرائيلي وحتى القرار السياسي الاسرائيلي بالتصعيد هو التوتر عند حدود قطاع غزة، فقد استغل الفلسطينيون الاستنفار عند الحدود الشمالية وذهبوا بعيدا في توجيه الضربات العسكرية والامنية ضد مستوطنات الغلاف على اعتبار ان تل ابيب لن تجرؤ على التصعيد في غزة في ظل توترها مع لبنان، وهذا بات معكوسا اليوم، فإسرائيل ستبلع رد “حزب الله” اذا كان محسوباً لانها لا تريد التورط في جبهتين في ظل الاشتباكات والارباكات الغزاوية.
من هنا تعتقد المصادر ان “حزب الله” سيعيد قواعد الاشتباك الى ما كانت عليه من خلال رد مدروس يؤدي الى سقوط قتلى اسرائيليين من دون ان تذهب تل ابيب الى التصعيد وهكذا تنتهي جولة اخرى من المواجهة بين الطرفين.
الاهم في كل ذلك ان “حزب الله” يكون قد قيّد اسرائيل ليس فقط من استهداف عناصره، بل ايضا من استهداف مواقع لحلفائه في سوريا لانه قد يكون هناك عناصر له في تلك المواقع وهذا بحد ذاته رسم لقواعد اشتباك جديدة..
المصدر : لبنان24