مع تصاعد الأزمة السياسية في لبنان، بفعل انفجار ميناء العاصمة بيروت، تبرز تساؤلات حول مدى تأثير ما يجري على الطبقة السياسية في لبنان، وتحديدا حزب الله، وفق ما أفاد “عربي 21”.
وأعاد انفجار بيروت، الأزمة اللبنانية إلى الواجهة مجددا، إذ أن حجم الحدث ونتائجه كان كبيرا وغير مسبوق، ما دفع بردود فعل شعبية كانت قوية أيضا، بل وتختلف عن كل المرات التي خرج فيها المتظاهرون إلى الشارع ليهاجموا الطبقة السياسية، ومن ضمنها حزب الله.
ويتعرض الحزب لحملة واسعة داخليا وخارجيا، تهدف بحسب محللين إلى تعريته سياسيا، وتحميله مسؤولية الأزمات المتلاحقة في لبنان والتي توجت بالانفجار الهائل الذي دمر نصف العاصمة، وخلف مئات من الضحايا، في وقت ينفي في الحزب أي مسؤولية له عما يجري.
مجلة “نيوزويك” قالت في تقرير لها، إن حزب الله يواجه ضغوطا محلية ودولية مع تزايد الغضب إثر الانفجار الهائل الذي لا يزال صداه يتردد بين أبناء هذا البلد المحاصر بسبب الإهمال والفساد.
وأضافت الصحيفة إن اللبنانيين وجهوا غضبهم مرة أخرى على النخبة السياسية الفاشلة التي لم تستطع تقديم الإصلاح الذي يحتاجه البلد بشكل ماس في وقت انشغلوا فيه إثراء نفسه والجماعات المرتبطة بهم.
ومن بين هذه الجماعات السياسية القوية حزب الله الذي تدعمه إيران، وتقول عنه “نيوزيويك” إنه ويسيطر بشكل فعلي على الجنوب اللبناني، ويتمتع بقوة كبيرة داخل البلاد ويدير بشكل فعلي دولة داخل دولة”.
وأشارت إلى أنه وبعد انفجار بيروت بدأت مواقع التواصل الاجتماعي بنشر نظريات مؤامرة وحملة تضليل لربط الحزب بالتفجير، لكن الحزب نفى عبر أمينه العام حسن نصر الله أي علاقة له بالتفجير.
وبدأ هاشتاغ “أمونيوم حزب الله يحرق بيروت” بالانتشار بعد 24 ساعة من التفجير، رغم عدم وجود أدلة عن تورط الحزب بالمأساة.
تعرية حزب الله
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي، نبيه البرجي، إن لبنان يعاني من “سقوط” الطبقة السياسية في البلاد، التي يرى فيها الشعب سببا في كل أزماته السياسية والاقتصادية.
ولفت الى أن لبنان يقف وحيدا الآن أمام أزماته، بفعل حالة الفوضى التي تمر بها المنطقة بشكل عام، فبعد أن كان هناك من يضبط الايقاع في لبنان، ويتدخل لحل المشكلات، أصبح الأخير صورة مصغرة عن حالة الفوضى التي تعيشها المنطقة بشكل عام.
وحول مستقبل حزب لله وتأثير الأزمة عليه، قال البرجي “بالنسبة لحزب الله، شئنا أم أبينا هو مركزية في السياسة اللبنانية وله قاعدة جماهيرية لا يمكن تجاهلها، وأنا شخصيا لا أستبعد أن الانفجار كان مبرمجا سواء منذ التخزين أو الانفجار في إطار السياق الذي تأخذه الصراعات سواء الدولية أو الإقليمية أو المحلية”.
ووقال: “بالطبع حزب الله هو الذي يملك السلاح، وهناك حملة شرسة لتعريته سياسيا، لكن المشكلة الكبرى إن كان هناك من يسعى لتعرية الحزب أمنيا، ذلك لأن لبنان يقف على شفير الهاوية، وأي رصاصة ستطلق الآن ستكون بالتأكيد على رأس لبنان”.
ورأى أن الأزمة السياسية وانفجار المرفأ حملا لبنان إلى مرحلة انتقالية بدأت باستقالة الحكومة التي وصفها بـ”البطة العرجاء”، معتبرا أن الشعب يقف الآن ضد كل الطبقة السياسية في البلاد، والتي كانت الحكومة المستقيلة تمثل جزءا من هذه الطبقة، مشيرا إلى أن الحكومة كانت ساقطة واقعيا، وأخلاقيا، ودستوريا، وسياسيا، منذ تشكيلها.