كشف رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أنّ “الموقف الكبير” الذي كان قد مهّد له يوم الإثنين الماضي، كان يقضي بإعلان “استقالة جماعية” بين نواب حزبه ونواب كتلتي “المستقبل” و”اللقاء الديمقراطي”، مشيراً إلى أنهم كانوا “على قاب قوسين” من التوصّل إلى هذا الاتفاق، ولافتاً إلى أنّ “المستقبل” و”الاشتراكي” ارتأيا التريّث بعد استقالة الحكومة.
ورفض جعجع العودة إلى حكومات الوحدة الوطنية “التي لم تكن لا حكومات ولا وطنية”، وقال رداً على سؤال عن إمكان تسميته الرئيس سعد الحريري رئيساً لحكومة من هذا النوع، إنّ المطلوب “حكومة جديدة تماماً وحيادية تماماً ووطنية تماماً”، معتبراً أنّ المسألة لا تتعلق بشخص الحريري، ولكن بضرورة الإتيان بوجوه جديدة.
وكان جعجع استهلّ مؤتمره الصحافي بالحديث عن كارثة انفجار المرفأ، حيث اعتبر أنّ هذه الكارثة لم يرها لبنان في السابق، معتبرً أنّ تكبد هذه الخسائر بين الخيانة والإهمال واللامبالاة أمر غير مقبول، والأسوأ ما تكشف في الأيام الـ5 الأخيرة، وهي التقارير التي وصلت إلى قصر بعبدا والسراي قبل 15 يوماً من وقوع الانفجار.
وانتقد جعجع موقف رئيس الجمهورية، حيث أشار إلى أنّ “رئيس الجمهورية يقول ألا صلاحية لديه للتدخل في المرفأ، في حين أنّه كان يتدخل في تعيين أصغر موظف، والتحقيقات التي تجري لا نعترف بها ونعاود المطالبة بالتحقيق الدولي، في حين أن الأجهزة الأمنية والقضائية تتحمل مسؤولية بما حصل”.
وأكد أنه “منذ اللحظة التي وقعت فيها الكارثة ونحن في حالة تشاور دائم، طبعاً نحن إلى جانب بيروت والأشرفية وفعلنا ما بوسعنا، أما على المستوى السياسي كان هناك إجماع على أن بعد الانفجار لا يمكن للأمور أن تستمر على المنحى نفسه”.
واعتبر أنّ “التغيير لن يكون إلا عبر تغيير السلطة الحاكمة، والثورة الشعبية بكل ما للكلمة من معنى لا توجد في لبنان لأنها ستودي بنا إلى حرب أهلية، فيبقى لدينا حل واحد وهو التخلص من الأكثرية النيابية عبر جمع العدد الأكبر من الاستقالات لإسقاط مجلس النواب”.
لكنّ جعجع لفت إلى أن أي استقالات من المجلس لا تؤدي لإسقاطه تكون جهداً ضائعاً، مضيفاً: “لنفترض أننا استقلنا اليوم كتكتل، يصبح مجموع المستقيلين 25 نائباً، وسيتم الدعوة لانتخابات فرعية بعدها”. وقال: “استقالتنا بجيوبنا ولنفترض أننا استقلنا الآن، هناك مجموعة مصالح كبيرة في البرلمان، وستتوقف الأمور عند استقالة 25 نائباً وسيدعو وزير الداخلية لانتخابات فرعية، وعندها يفوز نواباً بـ200 أو 300 صوت”.
وحذر من أنّ الاستقالة في هذه الحالة ستؤدي إلى هيمنة الفريق الآخر، الذي سيصبح عنده 95 نائباً، ويصبح بالتالي قادراً على تعديل الدستور، وفرض قانون الانتخاب الذي يريد، وتحديداً لبنان دائرة واحدة، ما يأخذنا إلى ديمقراطية عددية، ويصبح قادراً على انتخاب رئيس الجمهورية.
وفي موضوع الحكومة، شدّد على أنّ المطلوب حكومة حيادية ومستقلة، تضع الانتخابات المبكرة ضمن برنامجها الوزاري، رافضاً العودة إلى حكومات الوحدة الوطنية.
المصدر: لبنان 24