تحت عنوان: “أيّ مبادرة حملها ماكرون إلى السياسيين؟”، كتبت راكيل عتيّق في صحيفة “الجمهورية”: تؤكّد مصادر مطّلعة على لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والقادة السياسيين، أنّ الرئيس الفرنسي لم يتحدّث عن نظام جديد، بل عن تغيير الـ”سيستم”، أيّ تغيير الأنماط والطُرق والممارسة والأداء. كذلك، لم يأتِ ماكرون حاملاً أي ورقة سياسية فرنسية بغية تقديم مشروع سياسي أو طرح مبادرة سياسية، بل تٌلخّص زيارته بأنّه قال للجميع، من مسؤولين وقوى سياسية: “لا إصلاحات، لا مساعدات”.
وتشير المصادر نفسها، الى أنّ عصف الإنفجار جعل ماكرون يأتي الى لبنان ليزور الناس ويقول لهم إنّ فرنسا الى جانبهم. وحرص على التأكيد للسلطة ما معناه أنّ الحصار عليها لم يُفكّ، وإذا لم تجرِ الإصلاحات المطلوبة والمعروفة فلن تنال أيّ مساعدات مالية، وأنّ المساعدات لتخطّي تداعيات الإنفجار ستُرسل الى الناس مباشرة أو عبر المنظمات غير الحكومية.
انطلاقاً من أنّه رئيس دولة ديموقراطية عريقة، التقى ماكرون رؤساء الكتل النيابية ممثلي الشعب، وفق ما أفرزته الإنتخابات النيابية الأخيرة. وتكشف المصادر نفسها، أنّ ماكرون قال للسياسيين: “لا يُمكنكم الإستمرار بالطريقة نفسها. من مسؤوليتكم أن تفكروا وأن توجدوا حلولاً. عليكم أن تقترحوا ونحن نساعد. وموقفنا ثابت، أنّه من دون إصلاحات حقيقية لا مساعدات فعلية”.
ولم يتطرّق ماكرون خلال هذا اللقاء الى موضوع سلاح “حزب الله”، ولم يبدِ تأييده لأيّ طرح، بل استمع الى رؤساء الأحزاب وكلّ وجهات النظر، ولم يردّ على أيّ موقف، بل سأل ما العمل اللازم. وكان اختلى قبل الإجتماع مع الجميع، بكلّ من الموجودين منفرداً لنحو 3 دقائق. واستهلّ اللقاء بمداخلة عامة عبّر فيها عن عاطفته وتضامنه مع لبنان، ثمّ قال للقادة السياسيين مباشرة وبوضوح: “لا يمكن الإستمرار هكذا، إذا لم تأخذوا مبادرات جدّية، فإنّ البلد ذاهب الى الإنهيار”.
من جهتهم، ركّز كلّ من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل على موضوع عدم إمكانية قيام دولة وإجراء إصلاحات في ظلّ وجود سلاح “حزب الله” ودولة موازية تمسك بالقرار، إنّما كلّ واحد منهم على طريقته.
ولم تُطرح خلال اللقاء، مسألة حكومة “وحدة وطنية”، ولم يقترح جعجع أن يكون فريق “14 آذار” بديلاً وزارياً، بل إنّ موقف “القوات” ثابت لجهة أن “لا فائدة من حكومة وحدة وطنية أو تقنية أو حكومة 8 آذار أو 14 آذار أو أيّ حكومة، في ظلّ وجود عون في بعبدا والأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في الضاحية، والاثنان يمسكان مفاصل السلطة”. أمّا رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد فطرح موقف “الحزب” التقليدي وهو “الحفاظ على المقاومة التي تشكّل قوة للبنان”.
المصدر: راكيل عتيق – الجمهورية