المصدر: International Scopes – سكوبات عالمية | شادي هيلانة
أتت كارثة تفجيرات مرفأ بيروت ذات القوة التدميرية الهائلة والمفجعة الرهيبة، فكثرت الأقاويل والتكهنات ان كان التفجير حصل نتيجة تماس كهربائي أو قصف ”غامض” ومجهول أو تخريب متعمد، مما أدى إلى مقتل وجرح عدد من المواطنين و انهيار بيوت. ومنازل يعني أن انفجار المرفأ الجهنمي و ذات القوة التدميرية الهائلة ليس ببعيد جداً عن احتمال وقوعه مرة أُخرى، لوجود المئات من مخازن للأسلحة والصواريخ بيد جهة حزبية.
ولدرء مثل هذا الاحتمال بشكل كامل ومطلق يجب تفريغ هذه المستودعات من أسلحتها و صواريخها ومواد تفجيراتها و إنهاء وجودها نهائياً و إلى الأبد، و تخزينها في أماكن بعيدة جدا عن مناطق سكنية أو ذات مرافق عامة للدولة. التضارب في المعلومات وتأخر صدور الرواية الرسمية، عززا شكوك المواطن اللبناني الفاقد للثقة بالسلطات، التي تتداول عند وقوع الحادث، بأنه استهداف إسرائيلي مقصود لمخازن أسلحة تابعة ل ” حزب الله “، وكثير من شهود عيان أكدوا أنهم رأوا الطائرات وسمعوا أصواتها ودوي جدار الصوت.
إسرائيل بدورها نفت علاقتها بالتفجير عن لسان مسؤول إسرائيلي، بأن الدولة العبرية غير معنية بالحادث، لكن لو بحثنا نظرياً بترابط الأحداث التي وقعت في هذا الوقت القريب، من الحدث الأمني في مزارع شبعا في ٢٧ آب، التي بقيت غامضةً مجهولة الهوية والمعركة ومن تشابك مع من والخ.. بدوره نفى حزب الله اشتباكه مع العدوالاسرائيلي، وأصدر بياناً بأن إسرائيل تعيش خوفاً وهاجساً، بعد ان توعد إسرائيل بالرد القاسم والسريع، ااثر استشهاد احد عناصره بالغارة الإسرائيلية التي شنها الطيران الحربي في ٢١ آب على محيط دمشق.
وفي سياقٍ آخر، التهديد المتكرر واليومي لتل أبيب بعدم التهاون في كشف اماكن مخازن الصواريخ التابعة للحزب والحرس الثوري أينما وجدت في العالم، والدليل القاطع غاراتها المستمرة على سوريا مدعية انها تستهدف منصات صواريخ ومضادات أرضية تابعة لهما. وصولاً الى لغز هبوط طائرة الركاب الايرانية الاضطرارية في بيروت مساء ٢٣ آب، بعد مضايقتها من قبل مقاتلات مجهولة المصدر، لغاية اللحظة تثير مسألتها جدلاً ولم يُعرف ان كانت طائرات إسرائيلية او أميركية التي اعترضته .
قيل في البداية، إن طائرة إسرائيلية واحدة اقتربت من الطائرة لكن نقل في وقت لاحق عن الطيار قوله إن هناك طائرتين عرفتا بنفسيهما انهما اميركيتان، هذا الحادث الغريب العجيب تسبب في وقوع ٤ جرحى باصابات طفيفة بين الركاب.
بالتوازي مع تلك الاحداث، اتى التحليق الكثيف للطيران الحربي الاسرائيلي المعادي في أجواء العاصمة بيروت ومنطقة المتن في جبل لبنان على علو منخفض وفي منطقة الجنوب، منفذاً غارات وهمية ليزيد من التساؤلات. مع العلم ان تلك الخروقات التي لا تُحصى ولا تعدّ، وكانت قبل يوم واحد من وقوع التفجيرالاثيم. وصولاً الى يوم الثلاثاء الاسود والمدمر في آب ٢٠٢٠ تاريخ لن يمحى من ذاكرة اللبنانيين، تفجير عنبر رقم ١٢ بمرفأ بيروت .
هذا الترابط الزمني لتسلسل الاحداث وبالتواريخ، يثير الدهشة والتساؤلات وتعطش في التحليلات، فلا بد ان تأخدها الجهات السياسية المتابعة معها لجنة التحقيق القضائية والعسكرية المعنية بهذا الملف الدموي بعين الاعتبار، وان لا نستبعد فرضية عمل امني اسرائيلي تخريبي خطير لتوجيه رسالة مباشرة قاسمة لحزب الله والحكومة اللبنانية، اننا نستطيع تدميركم ساعة نشاء في أي وقت وزمان ونختار الطريقة والاسلوب، فلا تقدمون على عملٍ تندمون عليه.