من الصعب الدخول في الزواريب السياسية في ظل الموت الذي طال كل المناطق اللبنانية والخسائر المادية التي طالت كل سكان بيروت، لكن مفاعيل الإنفجار السياسية والاقتصادية، أكان مفتعلاً ام لا، ستكون أكبر بكثير من حجمه.
آنياً ادى الانفجار الى تحول كبير على حدثين اثنين كانا محط ترقب وانتظار من اللبنانيين، الحدث الأول هو حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان حول قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، اذ كان من المنتظر تحركات شعبية وتوتير للشارع ما كان قد يؤدي الى اشتباك اهلي، لكن هول الكارثة جعلت الاهتمام اللبناني العام في مكان آخر وباتت مفاعيل قرار المحكمة اعلاميا وسياسيا وشعبياً اضعف مما كان منتظرا بأضعاف.
اما الحدث الثاني فهو رد “حزب الله” في الجنوب، اذ كان من المتوقع ان يقوم برد خلال ايام على الغارة الاسرائيلية التي ادت الى سقوط احد مقاتليه في سوريا، لكن الكارثة التي حصلت عطلت بدون ادنى شك عملية الحزب، الذي لن يذهب الى تصعيد مع اسرائيل في ظل هذا الوضع الصحي السيىء والوضع الشعبي الاسوأ.
ولعل تأجيل كلمة الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله التي كانت مقررة اليوم، والذي كان سيقوم خلالها بتهديد اسرائيل وبالحديث عن المحكمة الدولية خير دليل.
ابعد من ذلك يمكن الحديث عن مفاعيل اقتصادية هائلة تطال لبنان وتزيد من حدة وسرعة الانهيار الاقتصادي والمالي الذي يعاني منه، كما ان سوريا ستكون متأثرة فعليا على المستوى الاقتصادي من تدمير مرفأ بيروت.