منذ الامس ونحن نستمع لاتصالات تشجب ما حصل، وتستنكر الانفجار، اصابع الاتهام توجّه الى هذا وذاك، اليوم ما هو مهمّ هو أن ننقذ لبنان، الدول العربية تستنكر، هذا يرسل لنا سريرا وذاك مستشفى ميدانيا، فهذه التقديمات ليست مفيدة في هذه اللحظة فالجرحى تعالجوا، من بقي في المستشفيات بقي ومن خرج خرج ومن قتل قتل ومن فقد فقد.
لبنان يحتاج اليوم الى المليارت لاعادة بناء وتصليح نحو نصف مليون وحدة سكنية يقطنها مليون ونصف المليون لبناني، لبنان بحاجة الى ادوية ومستلزمات طبية وليس الى اسرة للمرضى، لبنان بحاجة الى المال والمساعدات العينية وليس الى بيانات الاستنكار واتصالات التعزية، ولا اضاءة الابراج والمعالم بالعلم اللبناني، فلا شيء سيعزينا ولا شيء سيشفي جراحنا لا كلام ولا اي شيء.
لبنان منكوب وبيروت جريحة، ونحتاج الى الأشقاء العرب بالفعل وليس بالكلام، فلبنان منهار اقتصاديا ومنهار سياسيا، وتضربه جائحة كورونا بقوة، واليوم هو منكوب ومدمّر في قلب عاصمته. لا يوجد لبناني في بيروت وجوارها لم تتدمر سيارته ولم يتدمر منزله ولم يفقد قريب له ولم يجرح، القتلى والجرحى بالآلاف والمفقودون بالمئات.
لبنان يحتاج الى اجتماع عربي وارسال مساعدات مادية وطبية وغذائية، لان لا أحد قادر على اصلاح منزله وسيارته، كما ان الاستيراد الى لبنان توقف ويجب فتح جسور جوية مع اوروبا ودول الخليج لإرسال المواد الغذائية، فيا ايها الأشقاء العرب الوقت ليس لمحاسبة لبنان ومعاقبته بسبب سياسيات هذا او ذاك، بل الوقت هو للتكاتف والتعاضد.