تستمر التهديدات الاسرائيلية بتوجيه ضربة غير متوازية للداخل اللبناني في حال نفذ “حزب الله” تهديده بتوجيه ضربة امنية او عسكرية كرد على اغتيال احد عناصره بسوريا، لكن هذه التهديدات جعلت من تل ابيب تتسلق شجرة الرد على الرد وليس من السهل النزول عنها.
في المجمل بات الوضع على حدود لبنان الجنوبية معقدا، الطرفان غير قادرين الا على التصعيد في حين انهما لا يرغبان بذلك، وهذا ما يمكن استثناء نتنياهو منه، اذ ان الرجل ينظر الى التصعيد مع لبنان كأنه فرصة لا يمكن تكرارها.
ووفق المصادر فإن نتنياهو يعتبر ان التصعيد مع لبنان يؤمن له فرصا جدية في الالتفاف على اتهامات الفساد الداخلية في اسرائيل وعلى اعادة تشكيل شعبيته المتداعية في الاسابيع الاخيرة بسبب فايروس كورونا وبسبب التظاهرات الحاصلة في المدن المحتلة.
وترى المصادر ان نتنياهو يرغب بتغيير قواعد الاشتباك قبل انتهاء ولاية الرئيس الاميركي الحالي دونالد ترامب لانه ليس اكيدا ان يفوز ترامب بدورة رئاسية ثانية وعليه، فإنه مستعجل للتصعيد وهذه الفرصة المتاحة اليوم قد لا تتكرر مجددا خلال ولاية ترامب.
واعتبرت المصادر ان نتنياهو وبعض المقربين منه يعتبرون ان الهجوم على “حزب الله” في هذه المرحلة فرصة لن تتكرر لأن الحزب يعاني من ازمة سياسية داخلية كبرى من قضية المحكمة الدولية الى الازمة المالية والاقتصادية التي ستجعله يقبل بشروط اسرائيل لوقف اطلاق النار كما ان بيئته الحاضنة لم تعد كما السابق.
وترى المصادر ان رؤية نتنياهو هذه قد تكون هي الباب الوحيد للتصعيد في الجنوب وقد تعطي مؤشرات على امكانية تنفيذ تل ابيب لتهديدها بقصف العمق اللبناني ما سيوسع المعركة ويجعلها تتدحرج الى ما لا يحمد عقباه.