المصدر: International Scopes – سكوبات عالمية | شادي هيلانة
لا يتم إصلاح منظومة الكهرباء حتى تبقى السرقات مفتوحة على مدى الحياة، ولا يهمهم المواطن، اهم شيء هو ترف المسؤولين ورجال الأعمال والتجار.
زاد الحال سوءاً وتردياً، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، بدايةً كانت أزمة الفيول المغشوش، وباخرة ستأتي وباخرة رست وأُخرى على الطريق، هذه الدوامة المكهربة للمواطن، بتنا لا نعرف كوعها من بوعها ولا حلول لها، كأننا في العصور الحجرية حتى اضاءة شمعة لم تعد متوفرة.
فأطل علينا وزير الطاقة ”ريمون غجر” البارحة، اثر انعقاد جلسة لمجلس الوزراء ليقول لنا، بأن هناك عطل تقني كبير جداً في الشبكة وسيستغرق وقتاً للصيانة وشركة كهرباء لبنان تعمل لإصلاحه.
كأن هذا القطاع الحيوي الحساس حُكم عليه مؤبد العتمة والظلمة، الامر الذي تسبب بقطع التيار الكهربائي على كافة المناطق اللبنانية، بكهرباء بالأصل معدومة، فعالة على الفواتير والجباية فقط.
وسط ارتفاع كبير في درجات الحرارة، لا توجد كهرباء مستقرة، يأتي التيار لدقائق معدودة فقط، ويتساءل معظم الناس الى متى يستمر مسلسل الكهرباء، وهل يعقل ان منظومة الكهرباء صالحة لكن هناك من يتعمد قطعها عن الناس، وأناس آخرون يتساءلون عن عمل الوزارة وتلكؤها في تقديم خدماتها للناس بوجود هذا الوزير او المستشارين وغيرهم على هرم الوزارة، هذه الرسالة معني بها كل المسؤولين وخاصة رئيس الوزراء بضرورة حل ملف الكهرباء سواء اكانت وطنية ام ايرانية او سعودية او لبنانية، والشعب ينتظر موقف من كثرة الازمات وانعدام الخدمات.
مجدداً يطل علينا أصحاب المولدات، يهددون بإطفاء مولداتهم بسبب أزمة المازوت، الذي أدى مشكلة فقدانه إلى ارتفاع أسعاره في السوق السوداء.
فبدأ تقنين أصحاب المولدات ليلاً، حتى الساعة السادسة صباحاً، اليوم يهددون لبنان بالظلام.
الخطوة غير المسبوقة التي أقدم عليها أصحاب المولدات، زادت من معاناة اللبنانيين الرازحين تحت تقنين قاسي للكهرباء منذ سنوات طويلة.
لو الدولة العميقة أمنتّ الكهرباء للاستغناء عن خدمة الاشتراك بالمولدات، وتكبّد الأعباء الإضافية على المواطنين في ظل أوضاع اقتصادية صعبة تعاني منها البلاد.
الكل يعلم علم اليقين، ان أزمة الكهرباء في لبنان تعود أسبابها الى مافيات الفساد التي اهدرت الاموال المخصصة لهذا القطاع بحجة تحسينه، وحقيقة الامر لو ان تلك المليارات صرفت في مكانها الصحيح لتمكنت من بناء شبكات كهربائية حديثة تضاهي الدول المتقدمة، واليوم وبعدما طفح الكيل، بعد ان وصلت أزمة انقطاع التيار الكهربائي إلى مفترق طرق، وما عاد للمواطن ان يتقبل ما يحصل بعد كل هذه السنوات العجاف، خاصة بعد ارتفاع درجات الحرارة الى الغليان ومحاصرته بكل الوسائل المتاحة وغير المتاحة، لتطبيق شعار ”خليك بالبيت”، بسبب فيروس كورونا الذي دوخ العالم وزاد الطين بلة.