من الواضح أن ردّ “حزب الله” على قتل اسرائيل احد عناصره في الغارة الاخيرة على سوريا تأخر نسبياً اذا ما تمت مقارنته بالعمليات السابقة التي كانت تحصل خلال اسبوع على ابعد تقدير، لكن الاحداث والتطورات في الجنوب يمكن أن تفتح الباب امام تحليل الاسباب التي أدت الى تأخر الردّ وقد تؤدي الى تأخيره اكثر.
ووفق مصادر مطلعة فإن هناك اسبابا عديدة، اولها رغبة “حزب الله” بكسب الوقت وجعل الرد قريباً زمنياً من موعد بدء المعارك والحملات الانتخابية في الولايات المتحدة الاميركية، لانه عندها ستكون واشنطن مشغولة بشكل حاسم في الداخل وسيكون هامش المناورة الذي يملكه رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو المتعلق بالتصعيد قد ضاق جداً، وعليه فإن الرد سيكون عندها ضمن القدرة الاسرائيلية على ذلك وعدم الرد عليه.
وتشير المصادر الى ان السبب الثالث قد يكون مرتبطا بواقع رغبة الحزب في تنفيذ عملية نوعية مختلفة نسبياً عن العمليات السابقة، وتحقيق اهداف علنية وجدية من خلالها، وذلك يمكن ان يؤدي الى دراسة الخطوة جيداً كي لا يكون هناك احتمالات واسعة من الفشل. فالفشل يعني عدم تكرار الرد كما حصل في عملية الثأر لسمير القنطار..
وتعتبر المصادر ان ما طرأ من احداث على الحدود قد يكون شجع الحزب على تأجيل العملية العسكرية اذ ان التخبط الذي يعيشه الجيش الاسرائيلي وتظهيره اعلامياً يحقق انجازات على المستوى النفسي والمعنوي والسياسي، وكلما تأخر الرد استطاع الحزب استغلال حالة الارتباك الاسرائيلية وتظهيرها واستثمارها، وعليه فإن هذا العامل قد يكون اساسياً في تأخير حصول الرد.