السؤال الذي لن تكون هناك أي إجابة سريعة عليه هو ما الذي حصل أمس في مزارع شبعا؟
فجأ ظن الجميع بمن فيهم الإعلام الاسرائيلي وتحديدا المقرب من المؤسسة الأمنية والعسكرية أن رد “حزب الله” بدأ وأن عملية كبرى تحصل في مزارع شبعا، ليتبين بعد ساعات ان ما حصل هو اشتباك بين وحدات من الجيش الإسرائيلي.
ما يعزز هذه النظرية هو تحدث الإعلام الاسرائيلي عن مجموعتين لـ”حزب الله”، أي أن هناك مجموعتين اسرائيليتين ا كأنهما تشتبكان في ما بينهما كانت تظن كل منها انها تشتبك مع “حزب الله” وترسل المعلومات على هذا الأساس.
النظرية الثانية ان يكون “حزب الله” استطاع تنفيذ هجوم إلكتروني والتشويش على أجهزة تقنية، إضافة إلى خرق الاتصالات اللاسلكية ما أوحى بحصول خرق للجيش الاسرائيلي فحدث الاشتباكن لكن هذه النظرية مستبعدة إذ لا يوجد ما يثبتها.
النظرية الثالثة، تقوم على قاعدة ان ما حصل هو مسرحية قام بها الجيش الاسرائيلي عن قصد، والهدف منها رمي السلم لـ”حزب الله”، بمعنى آخر إعطاء ذريعة للحزب أمام بيئته ليقول انه نفذ الرد ويرضى الحزب بذلك وتكون تل أبيب قد ارتاحت من الاستنفار وحصل الرد إعلامياً من دون أن يحصل واقعياً. لكن قبول “حزب الله” بهذا الإخراج يعني انه قبل بكسر قواعد الإشتباك ونزل عن السلم الذي وضعه له نتنياهو ما يؤكد ان الحزب بأزمة وليس لديه اي رغبة بالتصعيد ما يفتح شهية الجيش الاسرائيلي على استهداف عناصره وقواته في سوريا وعلى زيادة المساحة في الاستهداف.
أياً يكن ما حصل، حتى لو كان محاولة إسرائيلية لاستدراج الحزب للدخول في المعركة، فقد نجح الحزب بإداراتها. انضباط مطلق وبيان يضع نتنياهو في الزاوية. “الرد آت والجيش الإسرائيلي تائه” ما يعني ان قواعد الإشتباك في نظر الحزب لا يمكن المسّ بها.