تحت عنوان أوقفوا الموت المجاني في طرابلس!، كتب غسان ريفي في “سفير الشمال”: خلال 24 ساعة قدمت طرابلس ثلاثة شبان ضحايا على مذبح القهر والحرمان والاهمال والفوضى وتفلت السلاح والضغط المعيشي الذي يخرج المواطنين عن اطوارهم فيقتلون انفسهم انتحارا ويقتلون بعضهم البعض غضبا على اتفه الاسباب.
هي طرابلس التي كتب عليها ان تواجه المؤامرات بمختلف اشكالها واحجامها واتجاهاتها، للامعان في محاربتها وضرب اقتصادها وتعطيل سياحتها وتشويه صورتها بهدف ابقائها خاصرة رخوة تستخدم لتصفية الحسابات السياسية وتبادل الرسائل النارية.
الكل يريد ان يطعن طرابلس ويرسم لها السيناريوهات الجهنمية.
هناك من يضعها ضمن مخطط تركي لتجنيد شبابها للسيطرة عليها وصولا الى احتلالها.
وهناك من يتحين الفرص لاتهامها بالتطرف والتشدد وصولا الى الارهاب.
وهناك من يسعى الى استغلال اية حادثة تشهدها للامعان في الاساءة الى سمعتها.
وهناك من يحاول تشويه ثورة الشعب اللبناني التي انطلقت في 17 تشرين الاول من طرابلس عبر اقفال المؤسسات وقطع الطرقات والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة.
وهناك من يسعى الى محاربة طرابلس بعرقلة مشاريعها وشل مرافقها وافراغها من مؤسساتها.
الدولة اللبنانية تمعن حرمانا واهمالا بطرابلس، وحكومة حسان دياب لا تعلم ان الفيحاء موجودة على الخارطة اللبنانية، والعهد يعمل على الانتقام منها على موقفها السياسي النابع من قناعة اهلها.
هذا الواقع بدأ يفرض نفسه على طرابلس على كل صعيد، ويترجم توترات امنية وفوضى سلاح ينتشر افقيا حتى غدا لغة التخاطب بين بعض المواطنين الذين يسقطون ضحايا الاشكالات التي تفرض نفسها على مدار ساعات النهار وفي مختلف المناطق وتتسبب بموت مجاني.
ولعل ما شهدته المدينة من مقتل ثلاثة اشخاص اثنان في التبانة وثالث في ساحة التل وما شهده التشييع في التبانة من ظهور مسلح واطلاق نار عشوائي ينذر بأسوأ العواقب، لا سيما مع التفلت الذي يترجم اطلاق نار ورمي قنابل كان آخرها امس باستهداف مخفر ابي سمراء.
وما يثير الاستغراب هو تنامي هذه التوترات والاشكالات والخروقات الامنية الا عشية الاعياد المباركة بما يؤدي الى عزل طرابلس عن محيطها وتعطيل حركتها التجارية بما يؤدي الى افلاس بعض مؤسساتها، لتكتمل فصول المؤامرة على المدينة التي اما ان تجتمع قيادة ومجتمع مدني ومواطنين على مواجهة ما يحاك لها سياسيا وامنيا واقتصاديا، والا فان المؤامرة ستستهدف البقية الطرابلسية الباقية.