بحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ السلطة المصدومة مما تعتبره التحوّل المفاجئ والمريب في الموقف الفرنسي، خلافاً للحماسة وللتفهم لوضع الحكومة وتوجّهاتها، اللذين كان عليهما قبل ثلاثة اشهر، ولم تكن مرتاحة للخطاب المطول الذي القاه وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان امام مجلس الشيوخ الفرنسي قبل اسبوعين، وما تضمنه من انتقادات للسلطة اللبنانية لإحجامها عن القيام بالإصلاحات التي يطالبها بها المجتمع الدولي، دخلت في رهان مع نفسها، على نجاحها في احتواء الصدمة الفرنسية، ومحاولة توجيه الموقف الفرنسي من «الحدّية» التي يقارب فيها الملف اللبناني، وتتناغم الى حدّ التماهي مع الموقف الاميركي المتصلّب حيال لبنان، الى «التفهّم» الكامل لوضع السلطة الحاكمة، وصدق توجّهاتها، وبالتالي الحكم الموضوعي على ما انجزته على ارض الواقع، وليس استهدافه من خلفيات سياسية، والتصويب عليها بأحكام مسبقة.
والواضح، انّ السلطة خسرت هذا الرهان، وما تعكسه اجواؤها يشير الى انّ «اللازمة» التي أكّد عليها لودريان؛ «ساعدونا لنساعدكم»، لم يكن وقعها مريحاً لدى اركان هذه السلطة، وانّ التبريرات والإيضاحات والشروحات، التي قدّموها للضيف الفرنسي في لقاءاتهم المغلقة معه، لم تبدّل حرفاً في بيانه المطوّل، والمعدّ سلفاً، والذي تلاه في مؤتمره الصحافي، واعتبره اركان السلطة بأنّه كان مفرطاً في حكمه وقساوته على الواقع اللبناني.