في نتائج زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان، بدا جلياً انّ السلطة رسبت في الامتحان الفرنسي، والمآخذ التي عدّدها الوزير الفرنسي على السلطة، إن في مؤتمره الصحافي، او في اللقاءات المغلقة، انطوت على ادانة لكل ادائها. وانّ القلق الشديد الذي ابداه على لبنان، بدا وكأنّه يدلي بشهادة قاطعة على انّ السلطة الحاكمة، بالنهج الذي تسلكه، لم تكن، لا بل، ليست مؤهّلة لقيادة السفينة اللبنانية الى برّ الامان، بل تدفع بها نحو الغرق.
وفي معلومات «الجمهورية» من مصادر موثوقة، انّ ما قاله الوزير الفرنسي في مؤتمره الصحافي، اورده بحرفيّته في لقاءاته مع اركان السلطة، وكان في منتهى الصراحة، واستعرض كل مكامن الخلل، ونقاط التقصير من قِبل السلطة، ومرّ على موقف المجتمع الدولي من زاوية الحرص على لبنان، والدعوات الحثيثة للفريق الحاكم بالشروع في الإصلاح، ومن زاوية الاستغراب لعدم تجاوبه، وتلكئه في اجراء اصلاحات تفتح باب المساعدات لهذا البلد، لإعانته على تجاوز وضعه البائس اقتصادياً ومالياً، ولإبعاد شعبه عن شفير الموت، وفق التعبير الذي استخدمه الوزير الفرنسي.
وفي المعلومات ايضاً، فإنّ الوزير الفرنسي، كان حريصاً على الإيحاء للفريق الحاكم في لبنان، بأنّ حرص المجتمع الدولي على لبنان، ينبغي الّا يكون اكبر من حرص اللبنانيين على بلدهم، ومن هنا كان تأكيده اكثر من مرة، في المقرّات الرسمية كلها، على الكلمتين اللتين تلخّصان كل زيارته الى لبنان: «ساعدونا لنساعدكم».