سجّلت شعبة المكافحة في الجمارك أمس بإشراف مدير عام الجمارك بدري ضاهر إنجازاً على صعيد الأمن الغذائي، ففي سياق متابعتها لملفات الفساد وبعد خطة محكمة ومتابعات حثيثة، دهمت 3 مستودعات للدجاج الفاسد في منطقة زكريت -المتن، باسم “فريحة فود كومباني” والذي يعود تاريخه لعامي 2016 و 2017 بحضور وزير الصحة العامة حمد حسن وبمؤازرة وزارة الاقتصاد.
وبعد الكشف على المعمل تبيّن أن الدجاج فاسد وغير صالح للإستهلاك وتنبعث منه رائحة كريهة، وهو يستعمل لصناعة الناغتس والأسكالوب وغيرها من مصنعات الدجاج عبر تفريزه وطحنه وإضافة مواد أخرى عليه، ومن ثم يوزع على عدد من المتاجر ونقاط البيع.
عملية التزوير وما يتصل بها من تصنيع وتوزيع كانت تتم بحرفية وبعيداً عن انظار الرقابة، من خلال اتخاذ المتورطين احتياطات تبعد الشبهة عنهم كما تبين التحقيقات، كما ان المعطيات تشير الى شبكة يضطلع افرادها بأدوار مختلفة، فهل سيتم الكشف عن جميع المتورطين ومحاسبتهم، وهل أصبح التلاعب بصحة اللبناني وامنه الغذائي ضمن منظومة الفساد المستشري؟
مصدر في الجمارك أكد لـ “ليبانون ديبايت” ان: “العملية جاءت ضمن خطة الأمن الغذائي والملف تتم متابعته منذ شهرين، والسبب ان المعمل يقع في منطقة نائية وهو غير مسجل رسميا تحت إسم او جهة باستثناء الفروع والمستودعات التي توزع المنتجات وهي مسجلة بشكل رسمي”.
ولكن المنتجات الفاسدة تلك لازالت في الاسواق، الامر الذي يرسم علامة استفهام حول كيفية سحبها والتوقف عن استهلاكها والتعامل معها، ويقول المصدر الامني في هذا المجال ان “التجارة الداخلية وتبادل المنتج بين المورد والمستهلك لا تحل بطريقة أمنية، وقد قمنا بعملنا على اكمل وجه، ولكن سيتم اتخاذه من اجراءات في هذا المجال يترك للجهات المختصة خاصة بعد التوسع في التحقيقات التي لم تكتمل، كما ان المعمل لا يستوفي اي قيود او بيانات رسمية مسجلة لذا فإن التحقيق مستمر لمعرفة هويات جميع المتورطين”.
وأضاف: “بإمكانيات محدودة نعمل على كشف جميع ملابسات عمليات الغش والتلاعب خاصة وان المنتج عبارة عن ناغتس وتشيكن برغر واسكالوب هي من الاطعمة التي يتم قليها بالزيت وتتبل بأنواع من البهارات وتغلف بالطحين فلا يتمكن المستهلك من معرفة جودتها”.
ختاماً، أكد المصدر ان: “هذا الملف حرك جميع اجهزة الدولة، والتحقيق متشدد فكل من له يد ومتورط سيلاحق من قبل القضاء، الاجهزة جميعها مستنفرة في هذا الاطار، كما ان وزارة الاقتصاد تعمل على سحب المنتج من السوق والتنسيق جار بين الجميع”.
ملفات فساد عديدة، يمسك بها جهاز الجمارك فهل سيتمكن بإمكاناته المحدودة من السيطرة على مفاصل التفلّت ووضع حد لعمليات الغش والتزوير، في ظل أزمة غير مسبوقة يمر بها البلد على جميع الصعد؟
يذكر ان وزير الإقتصاد والتجارة راوول نعمه اتخذ اليوم قراراً يقضي بـ “منع التداول في الأسواق اللبنانية بمختلف السلع، من فئة مصنعات الدجاج كالناغتس والأسكالوب وغيرها من الماركات التالية: Shuman، Lipoul وCarry وذلك بعد أن ثبت استخدام مواد أولية منتهية الصلاحية في تصنيعها”.
المصدر: ليبانون ديبايت
