ماذا تشتري بـ 100 ألف ليرة لبنانية؟
20 تموز 2020
كتبت لين عبد الرضا في “المدن”:
بعدما كانت الـ 100 ألف ليرة تؤمن معيشة عائلة مكونة من 4 أفراد لمدة 4 أيام تقريباً، باتت اليوم لا تكفي احتياجات العائلة لساعة واحدة،
بعدما شهدت الأسعار ارتفاعاً هائلاً، بالرغم من إقرار وزارة الاقتصاد اللبناني دعم سلع كثيرة.
ففي عام واحد، تدهورت قيمة العملة اللبنانية، بطريقة أقل ما يمكن وصفها بالدرامتيكية. فبين تموز 2019 وتموز 2020، انهار سعر صرف الليرة كثيراً. فبعدما كان الدولار يساوي 1500 ليرة، بات اليوم يتراوح ما بين 3900 ليرة (سعر صرف المصارف) وصعوداً حتى ملامسة عتبة الـ10 آلاف ليرة في السوق السوداء.
لا شك أن هذا التغيير في قيمة العملة، انعكس بطبيعة الحال على الواقع المعيشي. فالعائلة التي كانت تحتاج إلى نحو 100 الف ليرة لشراء مستلزماتها الأساسية اليومية، لم تعد تكفيها اليوم لشراء كيلوغرام واحد من اللحم.
تحذيرات كثيرة أطلقتها المنظمات الدولية، ومنها تقرير صادر عن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، أشار إلى أن معدل الفقر في لبنان ارتفع من 37 بالمئة في 2019، إلى 45 بالمئة في العام 2020،
ومن المرجح أن يرتفع بعد في ظل استفحال الأزمة الاقتصادية.
يتوقع أيضاً أن ترتفع معدلات انعدام الأمن الغذائي من 16 في المئة في 2019 إلى أكثر من 22 بالمئة في 2020. ويعني مصطلح انعدام الأمن الغذائي عدم القدرة على تناول الكميات المطلوبة من الغذاء والموصى بها من الأمم المتحدة.
هذه الأرقام، تزامنت أيضاً مع إقرار رئيس الحكومة حسان دياب في شهر أيار، بأن نصف الأسر اللبنانية ستصبح عاجزة عن شراء الطعام نهاية العام الحالي، ما يعني أن نحو مليوني لبناني لن يتمكنوا من شراء الطعام، لأن الأسعار خلال عام واحد ارتفعت أكثر من 100 بالمئة.
أما نسبة التغيير في الأسعار خلال عام، فيمكن تلخيصها على الشكل التالي:
– ارتفع سعر الكيلوغرام من لحم الغنم بنسبة 100 بالمئة، حيث وصل إلى نحو 100 ألف ليرة بعدما كان يباع بحوالي 50 ألف ليرة.
– ارتفع سعر الدجاج والبيض بأكثر من 120 بالمئة.
– ارتفع سعر الحليب، الألبان والأجبان بنسب تتراوح ما بين 100 بالمئة و120 بالمئة.
– ارتفع سعر الحبوب (حمص، عدس، أرز) بنسبة 80 بالمئة.
– الفاكهة والخضار ارتفعت أيضاً بنحو 180 بالمئة.
كذلك ارتفع سعر حليب ومستلزمات الأطفال بنسبة 100 بالمئة.
هذا الارتفاع في أسعار السلع لا يتناسب بطبيعة الحال مع معدل الرواتب المعمول بها. وعلى سبيل المثال، فإن الحد الأدنى للأجور (675 الف ليرة) بات اليوم يساوي ما يزيد بقليل عن 50 دولاراً، حسب سعر الصرف في السوق السدداء. أما بحسب سعر السوق المصرفي فلا تتعدى قيمة الراتب مئتي دولار.
وإن كانت العائلة اللبنانية في تموز 2019 تستطيع تأمين مسلتزمات أساسية بمبلغ 100 ألف ليرة، أي ما يوازي 10 بالمئة من قيمة الحد الأدنى للأجور، لنحو 4 أيام، فهي اليوم غير قادرة على تأمين أدنى مقومات الحياة. وحتى لو افترضنا أن العائلة ستكتفي بشراء الماء والخبز لشهر واحد فحسب، فإن الحد الأدنى لا يكفيها لتأمين هذه السلع الغذائية الأساسية.