كتبت غادة العريضي: عمّت موجة من التفاؤل أو لنقل الأمل نهاية الاسبوع الماضي تزامنت مع انخفاض سريع لسعر الدولار الاميركي مقابل العملة اللبنانية، وزيارة السفيرة الأميركية دوروثي شيا للسراي وتناولها الغداء مع رئيس الحكومة حسان دياب إثر تدخل من قبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي التقى السفيرة مرتين، مرة بحضور قائد المنطقة الوسطى الأميركي كينيث ماكينزي، ومرّة ثانية في اليوم التالي، واستنتج ان الأميركيين لا يريدون ترك لبنان ينهار، وهم مستعدون لمساعدة لبنان من خلال منحه إعفاءات من العقوبات المفروضة على سوريا بموجب قانون قيصر، وفي الوقت ذاته ساد حديث عن استعداد قطري وكويتي لمساعدة لبنان مالياً وصولاً إلى تأكيد قرار الكويت بإيداع وديعة مالية بقيمة ملياري دولار في المصرف المركزي للمساهمة في استعادة الثقة وتسهيل مفاوضاته مع المؤسسات الدولية، وحماية استقراره الإجتماعي والإقتصادي في ظل علامات الانهيار المالي السريع الذي تشهده البلاد ومكابرة وادّعاءات حكومته بتحقيق انجازات استثنائية.
ماذا في حقيقة المعلومات؟
مصدر دبلوماسي عربي رفيع قال “لبنان 24”: العرب لا يريدون التخلّي عن لبنان واللبنانيين، هذا بلدنا، نشأنا فيه، تربطنا به علاقات اخوية انسانية اجتماعية تاريخية. كنا إلى جانبه في اصعب الظروف. ومستعدون اليوم للوقوف معكم. لكن ألا ترون أن ليس ثمة شيء يجمع بينكم في مخاطبة العالم، وفي مقاربة قضاياكم بل تحديد أرقامكم المالية ؟؟ ألم تسمعوا وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان يقول منذ ايام فرنسا هي الأم الحنون وموطئ القدم الأساسي لها في الشرق الأوسط هو لبنان، وبادر مؤخراً إلى إعلان تقديم دعم مالي للمؤسسات التربوية الفرانكوفونية لمساعدة طلاب لبنان وأهاليهم والمحافظة على استمرارية المؤسسات والمستوى التعليمي عندكم، نحن مستعدون لمساعدة لبنان،
لكن ساعدونا لنساعدكم! هذه فرنسا يقول المصدر الدبلوماسي، فرنسا باريس 1 وباريس 2 وباريس 3 ومؤتمر سيدر. ويضيف: ثمّة خيبة وصدمة كبيرتان من سلوك هذه الحكومة، يطلق مسؤولوها الوعود ويتحدثون عن الإنجازات ولم يتقدموا خطوة واحدة في اتجاه الإصلاحات المطلوبة والموعودة وخصوصاً في قطاع الكهرباء حيث النزف الأكبر في مالية الدولة اللبنانية والبلاد تعيش في عتمة اليوم.
بالنسبة إلى الكويت، نعم سيأتي السيّاح الكويتيون في أوائل شهر آب وسيجلبون معهم دولارات نقداً نظراً للإجرءات المالية المطبّقة في لبنان اليوم. هذا يساعد ولكنّه لا يحل المشكلة. ولا ندري كيف سيتحمّلون فقدان مادة المازوت لتأمين الكهرباء في منازلهم ومقار إقاماتهم. أمّا الحديث عن وديعة فليس ثمة شيء من هذا القبيل!
ماذا عن قطر؟؟
المسؤولون القطريون أكّدوا بدورهم أن لا وديعة مالية آتية الى لبنان. يمكن شراء محاصيل زراعية، تقديم هبة إلى مستشفى الحريري لمواجهة تحديات فيروس كورونا في موجته الثانية المرتقبة والقوية، والمساهمة في برنامج دعم العائلات الأكثر فقراً عندما يصبح لبنان حاضراً وذلك بالتنسيق مع المؤسسات الدولية.
ماذا عن الإيجابية أو التسهيلات الأميركية؟ يؤكد المصدر الدبلوماسي العربي الرفيع المطلع على دقائق الموقف الأميركي: لا تسهيلات مالية، لا مساعدات غير ما يقدّم للجيش اللبناني، ربما يكون مساهمة في تأمين مساعدات غذائية للجيش.الأميركيون على مواقفهم،مساعدات انسانية محدودة وخيبة كبرى من حكومة لم تتجاوب مع طلب تعيين محمد بعاصيري في مركز مالي يعطي إشارة ثقة للمؤسسسات المالية الدولية. صندوق النقد غير مرتاح للمفاوضات مع لبنان والمعركة مع حزب الله مفتوحة! نحن داخل مدار المواجهة الأميركية الإيرانية في المنطقة وفي قلب المعركة بين الأميركيين وحزب الله، وأمام الإنقسامات اللبنانية وادعاءات وعود الحكومة و”سوف” رئيسها التي تتقدم الجمل المعبرة عن هذه الوعود في بياناته وتصريحاته، والتسويف عملياً في الممارسة، يبقى لبنان واللبنانييون في متاهة خطيرة لن يكون الخروج منها قريباً.