لنبتسم.. قبل أن نفقد ابتسامتنا..!
تعاني أغلبية الشعب اللبناني من ظروف إقتصادية وحياتية صعبة جداً. وتزداد هذه المعاناة يوماً بعد يوم، حتى صارت تفاصيلها هي محور أي حديث يتجاذب أطرافه أفراد المجتمع الذين ضاقت في وجههم الدنيا، فانهارت قصور أحلامهم، وتاهت سفن أمنياتهم.
ولم تقف الأمور عند هذا الحد، بل تخطتها إلى تلك المواقف اليومية، التي تجمع أفراد العائلة الواحدة ببعضهم البعض، أو بمحيطها الضيق، لثؤثر عليها بشكل سلبي واضح. فالوجوه تكاد تكون مكفهرة ومتجهمة طوال الوقت، والصدور ما عادت تحتمل أبسط الخلافات، أو حتى الإختلافات بوجهات النظر.
ولعل السؤال البديهي الذي يطرح نفسه: ما الوسيلة التي يمكن من خلالها التخفيف إلى حدّ ما من وطأة هذا الضغط النفسي المتراكم؟
يجيب الكاتب طالب الرفاعي، عبر الفقرتين الأخيرتين من مقال له، نشر في العدد 17 من ملحق توابل الصادر عن صحيفة الجريدة الكويتية، بتاريخ 20 / حزيران / 2007 بعنوان (الإبتسام ثقافة حياة) فيقول في الفقرة ما قبل الأخيرة:
إن الإبتسام ثقافة وأسلوب حياة، فليس أجمل من ابتسامة ودود، ابتسامة عابرة، ابتسامة خالية إلا من بعدها الإنساني البريء، ابتسامة تلوّن وجه صاحبها بالفرح، ابتسامة تقول بالوصل الإنساني السمح والكريم، ابتسامة تبعث على الإطمئنان وتزيل الشك والخوف، ابتسامة تبعث على التفاؤل.
ويتابع هذا التوصيف بأسلوبه السلس فيقول:
الإبتسام حياة. فمن يؤمن بالخير سيبتسم، ومن يؤمن بالود السمح بين البشر سيبتسم، ومن يؤمن بالإنسانية سيبتسم، ومن يقتنع بأن اللحظة تحمل في رحمها الأجمل سيبتسم، ومن يؤمن بالخير يبتسم، وبالمحبة، والسلام، وأخيراً.. فالتبسم في وجه الآخر صدقة. وما أحوجنا إلى صدقات الإبتسام.
وعلى أمل أن يبقى للإبتسام مكان في مجتمعنا ووطننا، وأن لا يصبح عملة نادرة، يصعب الحصول عليها، أو ربما يستحيل ذلك..!
نبيل عرابي – سكوبات عالمية