يبدو أن عودة الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة باتت جزءاً اساسياً من الحديث السياسي في الايام الاخيرة، وذلك عبر تسريبات ولقاءات حصلت في الساحة اللبنانية من دون معرفة ما مدى جدّية هذا الطرح، علماً ان الحريري خرج امس مبدّدا هذه الاجواء، الا أنه في المقابل فتح كوّة في جدار التواصل معه الذي نفاه مؤكدا عدم وجود اي مفاوضات في هذا الخصوص.
تؤكد مصادر مطلعة لـ “لبنان 24” ان لا تغيير حكومياً في الوقت الحالي، وان حكومة الرئيس حسان دياب صامدة، بغض النظر عن شللها وفشلها وانتفاء أي مصلحة وطنية من وجودها، لكنها تستمر “محظوظة” نظراً لانعدام البديل. وترى المصادر أن الحريري لا يبدي رغبة حقيقية بترؤس الحكومة في هذه المرحلة، وانه من خلال الشروط التي يحاول فرضها والمتمحورة حول عدم مشاركة “حزب الله” والوزير السابق جبران باسيل فيها يسعى الى ارضاء دول الخليج والولايات المتحدة الاميركية، في المقابل فإن التزامه مع الحزب بمنع أي فتنة سنية -شيعية ومساعيه من اجل ضبط الشارع الذي يمثله يساهم في
الحفاظ على شعرة معاوية مع الحزب وترك بصمة ايجابية يمكن الاستثمار فيها للمرحلة المقبلة.
لذلك، ووفق المصادر، فإن الحريري مستمر في موقع المتفرّج لحسابات شخصية. اما من الناحية السياسية والاقليمية، فإن عودة الحريري تتطلب تسوية شاملة، اذ أن واشنطن والرياض من غير الممكن ان يفتحا الباب امام دخول “حزب الله”، المتحكّم بجزء اساسي من مفاصل البلد، نحو الشرعية من خلال غطاء سني بهذا الحجم، الامر الذي من شأنه أن يمكنه من الدفاع عن مشروعه عبر توافق وطني شامل.
اما من جانب الحزب، فإنه راغب الى اقصى الحدود في الإبقاء على حكومة دياب والاستفادة منها قدر الممكن في مسألة التوجه شرقاً، والقبول بالعروض الصينية تحديدا والذهاب بعيدا في ادخال المواد الغذائية وربما النفطية عبر الحدود البرية السورية – اللبنانية بالطرق الشرعية وغير الشرعية.
من كل ما تقدم، يبدو أن كل ما يحكى عن تغيير الحكومة ناتج عن تهافت المبادرات الغربية على لبنان والتي تطرح العديد من المشاريع السياسية لتشكيلات وصيغ حكومية من دون ان يوافق عليها احد.
المصدر: لبنان 24