سعت الولايات المتحدة الاميركية الى استنزاف “حزب الله” في الاشهر الماضية، فاستغلت حراك ١٧ تشرين وسقوط حكومة الرئيس سعد الحريري. كان الهدف، وفق اوساط مطلعة على اجواء “حزب الله”، حشر الحزب واجباره على القيام بردات فعل إنفعالية، قد تؤدي اما إلى حكومة مواجهة بكل ما للكلمة من معنى او إلى تدخل بالشارع سلميا كان أم مسلحاً
هذه الخطوات كانت كفيلة وفق الاوساط ذاتها، بضرب الحزب شعبياً من خلال تحميله كامل مسؤولية الحصار والانهيار، وكانت ربما ستؤدي الى اشتباك اهلي كبير بين مناصريه وباقي المكونات اللبنانية. لكن الحزب استطاع التعامل ببرودة مع ١٧ تشرين، ومع الحراكات التي تبعتها، سياسية كانت ام شعبية.
مع اقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية الأميركية تزداد الضغوطات الإقتصادية على لبنان، الهدف كما تؤكد الأوساط هو اجبار الحزب على تقديم تنازلات جدية في ملفات تهم اسرائيل،
اذ ان رسوب ترامب في الانتخابات سيعني تلقي “اللوبي” الصهيوني ضربة كبيرة نسبياً في سياسات واشنطن في الشرق الاوسط.
لم يبدأ “حزب الله” بعد خطته العملية للصمود، وهو يعدّ العدة لتأمين الحاجات الاساسية وحتى الكمالية لبيئته من اجل تجنب الحصار، لكنه يحاول تأجيل استعمالها قدر الإمكان، الأهم عنده اظهار ان ما يحصل هو حرب، وحرب مع الولايات المتحدة الاميركية، وقد نجح بذلك مع دفع المسؤولين الاميركيين الى تصريحات انفعالية في الايام الاخيرة.
تقول الاوساط إن الحزب تقدّم بنقطة لاول مزة منذ ١٧ تشرين بعدما كان يتلقى الضربات من دون أي ردود فعلية. هو اليوم يسعى الى تكريس نظرية الحرب الاقتصادية بالتوازي مع اظهار انه يملك الوقت، الكثير من الوقت من خلال الموارد التي يمتلكها.