تتخبط حكومة حسان دياب بكافة وزاراتها، كما لم تتخبط حكومة في تاريخ لبنان. كل وزير فوقه وزير ظل، و كل حديث لمسؤول ينفيه زميل أو صديق او مستشار.
لم يعد يعرف اللبناني من يتحدث بإسم الحكومة، و لعل ابلغ مشهد و اكثرهم سوريالية حين وقف حاكم مصرف لبنان يتحدث عن سعر الدولار نهاية الأسبوع المنصرم في الوسط، و على يمينه وزير الإقتصاد، الضابط للأسعار،
و صاحب الإقتراحات التنظيرية، و على يساره مدير عام الأمن العام الذي ظهر في تصريحه كمتأسف في ادخاله في كل زواريب خيبة الحكومة.
و العجز سيد الموقف فلا تسعيرة دولار تضبط و لا منصة تعمل و لا قرار ينفذ. هي حكومة كتابة الخطط و التقارير و القرارات و التي تبقى حبرًا على ورق.
مشهد يوم السبت، طغى على ما عداه: قرار قضائي يصدر على عجل من قاضي امور مستعجلة، يمنع سفيرة اميركا من التصريح، و يمنع وسائل الإعلام اللبنانية و “العالمية” من استصراحها. قرار قضائي يقابل بتصريح كاسر للقرار من السفيرة تعلن فيه ان مرجعًا كبيرًا في الدولة اعتذر اليها.
يقابله صمت حكومي ، و حزورة: “من يربح المليون” من تواصل مع السفيرة؟؟ و تمضي الساعات و تصدر نائبة رئيس الحكومة و وزيرة الدفاع بيان نفي و تحميل مسؤوليات: رئيس الحكومة (الصامت) يتحدث بأسم الحكومة. و على عجل، يستدعي وزير الخارجية المنوط به التواصل مع السفراء، سفيرة اميركا كي ينقل اليها موقف الحكومة اللبنانية، و هو في حالة ارباك: القرار القضائي سبقه اذا اراد التأنيب، و الوزير جريصاتي سبقه اذا اراد الإعتذار.
هي حكومة كل فشخة بدعسة ناقصة و كل لقمة بغصة… و قولوا الله.