كتب خالد أبو شقرا في “نداء الوطن”: إحتل لبنان المرتبة الثالثة عالمياً في معدلات التضخم بحسب أستاذ الاقتصاد التطبيقي في جامعة “جونز هوبكنز”، ستيف هانكي Steve H. Hanke بعد كل من فنزويلا وزيمبابوي. هانكي الذي يعتمد مقياساً عالي الدقة، رأى أن نسبة التضخم في لبنان تبلغ 363 في المئة عند سعر صرف 7000 ليرة مقابل الدولار.
“مصيبة” سعر الصرف
ببساطة فإنه من دون تدفق العملة الصعبة إلى الداخل، بمعدل أعلى من الذي تخرج منه، فإن الطلب على الدولار سيستمر بالارتفاع وسط ندرة له تزداد يومياً. وكل الاجراءات التقنية التي يتخذها المركزي والمتمثلة بضخ نحو 8 ملايين دولار يومياً للصرافين من الفئة (أ) لتباع على سعر صرف 3900 ليرة، تصطدم بارتفاع الطلب وبطء الآلية وعدم فعاليتها. الامر الذي ترك التجار عاجزين عن الاستفادة من هذا الدعم غير المباشر واضطرارهم لتأمين الدولار من السوق السوداء، على سعر صرف تجاوز نهار السبت الفائت الـ 7800 ليرة للشراء. فـ “انهيار سعر الصرف بمقدار الضعف خلال فترة أسبوعين وهبوطه من 4200 ليرة إلى حدود 8 آلاف ليرة شكل “مصيبة” فعلية”، يقول نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان د. نبيل فهد. و”المشكلة الأكبر انه لا أحد يستطيع السيطرة على سوق الصرف بالطرق البوليسية، إنما بآليات اقتصادية فعلية لم تنضج بعد”.
في هذا الوقت يعتبر فهد ان “نتائج دعم 30 منتجاً غذائياً من حبوب، سكر، رز، طحين وبعض المواد الغذائية الأخرى بدأت تظهر في الأسواق.
وقد بدأ فعلاً المستهلكون يشعرون بانخفاض في الاسـعار بنسبة تراوحت بين 25 و30 في المئة، خصوصاً ان هذه السلع قد جرى تمويل شرائها على سعر 3200 ليرة في الوقت الذي كانت فيه قبل اسبوعين على سعر 4200 ليرة”.
إستنزاف الاحتياطي مستمر
التمويل الاستهلاكي مما تبقى من احتياطي عملات أجنبية في مصرف لبنان، يتوسع يوماً بعد آخر. وجديده طلب تمويل شراء 200 سلعة إضافية بآلية جديدة تقضي بتخفيض الدعم على المشتقات النفطية وتوزيعه على أنواع أخرى من السلع. سياسة الدعم المتبعة في ظل انسداد الافق تعتبر “سيفاً ذا حدين”. فهي وإن ساهمت موقتاً في انخفاض الاسعار نسبياً ودعم القدرة الشرائية للمستهلكين، فسوف تؤدي في المستقبل القريب إلى انفجار تضخمي بعد نفاد الاحتياطي وعدم التوصل إلى تنفيذ الاصلاحات المرجوة. إذ ان آليات الدعم المعتمدة لا تتعدى كونها “إبرة بنج” لفترة محدودة”، يقول فهد. الإصلاحات ثم الإصلاحات.