المصدر: International Scopes – سكوبات عالمية | شادي هيلانة
نتخيل أننا في طريق ستفتح فيه الأبواب الواسعة والآمال العريضة، وقد تُرضي الرغبة للبعض من دون الاغلبية. ان الخطوات التي لم تَحتَسِبْ النتائج، وان ردة الفعل وإنعكاسها، قد تهوي بالمشاريع الى حيث النهايات غير المحسوبة. إن الإرث الذي تجمّع في العقل الجمعي، وتبلور كحقيقة ثابته على أن هناك قاتلاً مقابل قتيل، وسارقاً لقوت الشعب، إزاء مسلوب منهوب.
فهل باستطاعتنا أن نُلغي السجل التاريخي لهؤلاء، وأن تُسلَخ الذاكرة من ضحايا هؤلاء؟ عندما نتحدث عن حزمة إصلاحات، يجب على الحكومة ان تُسوّقْ الإصلاح وفق مفهوم العدالة. وحين تضع جهة ما تحت المجهر، وتبقى تلهج بفئة دون أخرى، فهو أمر في غاية الإشكال.
أين مواردنا المسروقة في الليالي الحمراء من فوق الارض ومن تحتها. اين المطارات. اين الأموال التي جنتها الضرائب من دون أي مقابل فوزِّعَت على مشاريع وهمية ليس لديها شاهد او وجود. اين الضرائب التي تُحكِم طوقاً على رقبة المواطن في جميع دوائر الدولة. ما هي الخطوات التي اتخذتها الحكومة في قضية الاموال المهدورة والمنهوبة. وماذا طبقت من ذّرة عدالة وعلى الجميع؟
أن هذه الأساليب عن اعلان الحكومة انطلاقتها في محاربة الفساد، وان حققت بعض النجاح كتسويق، سيكون الصد لها من خلال الإحتقان، وسيمضي ككرة ثلج تغطي الساحات رفضاً واستنكاراً وربما بما لايحمد عقباه. فمهما تعددت وسائل الخطاب الديماغوجي فإنه لن يمر، لأن الناس ستجمع لديها رويداً رويداً وسائل الإستعداد، لمواجهة غاياتهم المتخبطة من اجل مصالحهم الذاتية كلنا مواطنون بيننا الضحايا والمُضَحّون، وبيننا من تلطخت يداه دماً في ذبح المواطن والوطن.
هل نمشي قُدُماً بما قاله غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بأنه في كل مرة نصل فيها الى شفير الهاوية تكون العناية الالهية حاضرة لنجاتنا، فيد الله الخفية تلتقطنا دائما قبل ان نقع في الهاوية.
فإذاً بعد كل ما قيل وما نشهده هل نسلم امرنا لله فقط لا غير؟