كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
لم يشهد لبنان في تاريخه انهيارا مماثلا لما يحصل اليوم. فكلّ المؤسسات تستغيث.. حتى ذلك النور الذي ننتظره دوما في نهاية النفق المزعوم… هو الآخر اختفى. نور، أضحى حلما في بلد النكد السياسي والصفقات، مع كلام عن عتمة شاملة تنتظرنا في الاشهر القليلة المقبلة.
قطاع الكهرباء في لبنان ذاعَ صيتُ فشلهِ عالميا، بعدما رُصدت له ألف خطة وخطة من دون نتيجة… ومن دون أن يتمكّن “عبقريّ” من وزراء الطاقة المتعاقبين من حلّ “معضلته”. ذلك، رغم أن ما هو حلمٌ اليوم، كان واقعا قبل اندلاع الحرب اللبنانية، ففي ذلك الوقت كانت مؤسسة كهرباء لبنان تؤمن التيار 24/24 يوميا، حتى أنهذا القطاع، كان يدرّ الأرباح على خزينة الدولة، قبل أن يتحوّل إلى البقرة الحلوب التي كثر “حالبوها” حتى لم يعد هناك شيء فيها “للحلب”.
اليوم، وفي ظل أزمة المازوت الوشيكة، وعدم قدرة المولّدات الخاصة على الاستمرار، ها هي ملامحُ العتمة الشاملة بدأت بالظهور مع التقنين القاسي في مختلف المناطق اللبنانية والذي تخطى في البعض منها الـ15 ساعة يوميا، حتى أن الشموع عادت تحتل الأدراجَ القريبة كي تكون سهلة الولوج.
ورغم أن قطاعَ الكهرباء كلّف الدولة أكثر من 45 مليار دولار من دون نتيجة، ورغم انه موضوعٌ على رأس سلّم الإصلاحات المطلوبة من لبنان، كما انه من أهمّ الشروطِ في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، إلا أن لا رؤية واضحة حتى الساعة لوضع حدّ لأحدِ أكبر مزاريب الهدر والفساد في لبنان. لا بل وأسوأ من ذلك… فبدلَ من تشكيل حلقاتِ عملٍ تربط الليل بالنهار لتحقيق خرقٍ في هذا الواقع، نجدُ أسوارا يتمُ وضعها في محيط مؤسسة كهرباء لبنان، قد تكون مؤشرا إلى العتمة الوشيكة التي على الأرجح ستكون وقودا لتحركات مقبلة.
يا أيها الأغبياء، بدل تسييج المؤسسات “سيّجوا حدود الوطن” وامنعوا أخذنا إلى حضن الانظمة البالية التي لا تشبهنا…
يا أيها الأغبياء، سيّجوا حدودنا، وامنعوا هدر طعامنا، واستنزاف أموالنا إلى خارج هذه الأرض، فما ينتظرنا جميعا بشعٌ لدرجة مخيفة.
يا أيها الوقحون، “حلّوا” عن مؤسساتنا، فالآتي من الأيام سيفعل فعله بالجياع، وسيجعلكم أسرى منازلكم، إن حالفكم الحظ…
سيّجوا منازلكم… فهم آتون آتون… “ولو على ضوّ الشمعة”!
المصدر: MTV