حدد رئيس الحكومة حسان دياب في خطابه الأخير ما حصل في الشارع وبسعر الدولار بليلة الانقلاب للاطاحة بالحكومة، متحدثاً عن غرف سرية واتفاقات تحت الطاولة للعب بالدولار والعبث بالأمن. وبالرغم من ان دياب لم يُسمِ أحداً حيث تتسع دائرة أخصام الحكومة، إلاّ ان جزءاً من الخطاب كان موجهاً نحو بيت الوسط. إذ يمكن توقُّع ان يكون الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري من ضمن مجموعة الانقلابيين الذين يتربصون شراً بحكومة الكنوقراط لإفشالها، والدوافع لذلك كثيرة. فما بين بيت الوسط والسرايا قلوب مليانة، وقد تنامت الى “الدكتور دياب” أصداء ما يدور في اجتماعات بيت الوسط بين الحريري ورؤساء الحكومات السابقين.
بات مكشوفاً وُمسلّماً به انه عند كل مفترق او تظاهرة يُطرَح اسم سعد الحريري بديلاً عن حسان دياب في حال سقطت الحكومة. ومعلومُ أيضاً ان الرئيس سعد الحريري لم يعد “يهضم” فكرة وجود دياب في السرايا، وان العلاقة بينهما دخلت القطيعة بعد “تطاول” الرئيس دياب على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والدعوة إلى مساءلته.
ووفق مصادر سياسية، فإن دياب ارتكب عدة “فاولات” في تعامله مع تيار المستقبل في المرحلة الأخيرة، فهو تقصّد التصويب على الحريرية السياسية وإدانة الحريري على تجربته في السلطة، وإحراجه بالعلاقة مع حاكم المصرف المركزي، إضافة الى انزعاج الحريري من حملة دياب المدفوعة من قبل العهد والتيار لتصفية الحساب والانتقام منه، حيث يعتبر القريبون من المستقبل ان هناك من يستعمل حسان دياب ليكون حصان طروادة لاختراق السرايا والبيئة السنّية.
أكثر من مرة استعمل الرئيس دياب كلمة أوركسترا، للدلالة على فريق يُزوّر الحقائق بهدف تشويه صورة حكومته والتحريض عليها، وهو كان يقصد المستقبل الذي لا يوفّر سلاحاً إلاّ ويستعمله،. ووفق زوار السرايا فإن الرئيس دياب يشكو دائما من ان فريق المستقبل يُحمّله مسؤولية الانهيار لتبرئة نفسه مما اقترف وهو في السلطة، ويتهمه أيضاً بالتماهي مع العهد والتيار الوطني الحر، فيما كان الحريري شريكاً أساسياً للتيار في التسوية السياسية الماضية لسنوات.
يؤكد القريبون من دياب انه لم يبادر الى نسف الجسور مع المستقبل، وليس هو من قرّر المواجهة بل تيار المستقبل، الذي أراد استنهاض شارعه وشدّ العصب السنّي باستهداف رئاسة الحكومة. بالمقابل يتهم المقربون من التيار الأزرق دياب بمحاولة تصفية النظام الاقتصادي الحر وتنفيذ أجندات العهد وتياره السياسي، لدرجة ان دياب تحول الى “شحمة على فطيرة” العهد القوي بنظر المستقبل.
التعايش الهش الذي قام بين السرايا الحكومية وبيت الوسط سقط بالضربة القاضية. الرئيس الحريري برغم نفيه الرغبة بالعودة الى السرايا التي خرج منها بعد ثورة ١٧ تشرين الاول، ينتظر على حافة النهر وصول جثة الحكومة، ومع ذلك فالمؤكد ان سعد الحريري يستخف بقدرة الحكومة الحالية على الصمود، وهو يصوب على حكومة دياب ليسمع فريق العهد، وهو يُردّد أمام زواره “أنا على وئام مع الجميع ما عدا الصهر والعهد”.
المصدر: الحدث نيوز