تلقت محاولة الذهاب إلى إشكالات طائفية ومذهبية عند خطوط التماس المعروفة، ضربة قاسية أمس، إذ إن التحركات المعيشية والمطلبية كانت هي المحرك الاساسي للمحتجين حتى ان بعضهم كسر خطوط التماس المعنوية فحصل تلاحم بينهم في عدة نقاط، ولكن بعيداً عما حصل الليلة الماضية هل هناك قرار بتفجير في لبنان؟.
واشارت المصادر إلى أن هذا القرار لا يعني أبداً أن اللعب بالشارع ليس وارداً، بل على العكس، فالرسائل والرسائل المضادة سيكون الشارع اللبناني صندوق بريدها، ولكن ضمن ضوابط واضحة وصريحة ومحددة، ولا يمكن لأحد تخطيها.
ولفتت المصادر الى أن التوتر ضمن حدود سيكون عنوان المرحلة المقبلة، إذ ان الاميركيين يعتبرون هذا الأمر وسيلة من وسائل تسريع الانهيار الإقتصادي وأسلوبا جديا للضغط على “حزب الله” وتخويفه بهدف استدراجه إلى طاولة المفاوضات، وهذا ما سيؤدي الى وقوع بعض “الحركشات” بشكل مستمر والتي غالبا ستأخذ طابعا سياسيا ومذهبيا بالدرجة الأولى.
وأكدت المصادر أن ما حصل السبت الماضي قد يتكرر كثيراً في الاسابيع والأشهر المقبلة، وسيكون مدخلاً للخطوات السياسية التي ستتخذها القوى السياسية. فمثلاً قد يكون سبباً لإسقاط الحكومة، أو سببا لاختيار شخصية سياسية لرئاسة حكومة جديدة. وأضافت: أن المستفيد الجدي من هذا التوتر، بعيداً عن الأميركيين، هي القوى السياسية التي ستتمكن في مثل هذه الحالات من شدّ عصب قواعدها ومن إعادة حشد جمهورها على اعتبارها الحامي والمنقذ والمساهم في تحصين الساحة المذهبية.
واعتبرت المصادر أن عدة عوامل ستمنع الانفجار الكامل في لبنان على المستوى الأمني والأهلي، أولاً عدم وجود توازن بالقوة بين الأطراف، وثانياً عدم الرغبة لدى أميركا بتفلّت الأمور في الداخل، وثالثاً رفض الأوروبيين المطلق لأي تطور أمني على الساحة اللبنانية قد يستفيد منه خصومها على المستوى الاستراتيجي ويؤدي إلى موجات نزوح لا ترغب بها الدول الأوروبية.
وختمت المصادر أن الاضطراب والتصعيد في المرحلة المقبلة قد لا يأخذ شكلاً واحداً، حيث انه سيبدو احيانا ضدّ السلطة وأحيانا أخرى سيكون عبارة عن إقتتال أهلي، وما بينهما مواجهات ضدّ القوى الأمنية والعسكرية.