الحريري يعود إلى السياسة: لحكومة بلا باسيل و”حزب الله”
كتب منير الربيع في “المدن”: يعود سعد الحريري إلى السياسة. هو الذي فارقها ذات يوم لحساب الاقتصاد، يعلم أن لبنان اليوم يدفع أفدح الأثمان اقتصادياً، لأسباب سياسية وإقليمية. يعود موقناً، بعد مراجعات ذاتية كثيرة، أن لا فصل بين العالمين، عالم السياسة وعالم الاقتصاد.
معمودية سياسية
من يكون في المعارضة، تكون حركته أسهل وأفعل في إصابة خصومه، فكيف في الأزمات الخانقة؟
لقد أصبح الحريري رامي السهام، بعدما كان من يتلقى السهام. من يلتقيه اليوم، يلمس تغيّراً في تفكيره وتوجهه. لقد عركته تجاربه المريرة السابقة، وأدخلته في معموديات سياسية كثيرة.
استبعاد باسيل وحزب الله
إصراره على عدم توزير باسيل كان لأسباب كثيرة تحدّث عنها، وأخرى أبقاها مضمرة. أولها ترتبط بمواقف باسيل الخارجية، وصولاً إلى موقفه في أيلول 2019، عندما نأى بنفسه عن التضامن مع السعودية بعد تعرض منشآت شركة أرامكو لاعتداءات. أما ضرورة عدم مشاركة حزب الله في الحكومة، فسببها الضغوط والعقوبات التي ستشمل لبنان بلا فصل ولا تمييز بين الحزب والدولة اللبنانية.
هذه الشروط لا تزال قائمة في دفتر الحريري، الذي لم يعد لديه ما يقدمه من تنازلات. لكن هناك شروط أخرى، من بينها تنازلات خارجية يقدمها حزب الله في اليمن وسوريا، كما فعلت إيران في العراق.
سباق مع الزمن
أكثر ما يهمه في المرحلة المقبلة هو إعادة العصب إلى تياره، بإجراءات تغييرية ومناقلات تهدف إلى التطوير. لطالما وعد بمثل هذه الخطوات لكنه لم يفعل. لذا لا بد من انتظار الخطوات التي سيقدم عليها، وإلى أي حد سيمضي بها. يعرف أن الساحة السنية مهشّمة، والطبيعة لا تقبل الفراغ الذي يسعى كثر إلى ملئه، ومن بينهم شقيقه بهاء. حتى لو رأى في تحركه مجرد ظاهرة صوتية تتجاوب أصداؤها في الفراغ.
ها هو يعكف على التفكير بعقد لقاءات وإجراء جولات في المناطق، لإعادة توفير الالتفاف حوله. وهو يعلم أن عليه أن يسابق الزمن.
التجرؤ على العهد
الموقف جزء من العدّة الجديدة التي يعدّها لانطلاقة جديدة. وجزء آخر منها، هو عودته إلى الحرس القديم، الذي ابتعد منه وافترق عنه، من نواب ووزراء سابقين، بسبب التسوية والتضارب في وجهات النظر.
لكن، هل يكفي ذلك ليكون رئيس حكومة “جديد”؟ بالطبع لا. وهو أول من يعرف ذلك.