الاستنكار الواسع للتفريط بما تبقى من السلم الاهلي لا يحجب التمحيص جيدا بمجريات نهار 6/6 لإكتشاف طلاسم المرحلة الملتهبة و الازمات الحادة المقبلة من دون بارقة امل. اما الهروب إلى الأمام فعادة متأصلة تاريخيا في لبنان غير انها قد لا تنفع راهنا في ظل مفترق إقليمي خطير.
المعزوفة الممجوجة حول فضائل السلم الاهلي و خصائص الوفاق الوطني لا تتناسب مع حالة احتقان مرشحة لتفجير الوضع في ظل عوامل كثيرة أبرزها الجوع، الذي بات يطرق أبواب معظم اللبنانيين، لذلك لا بد من قراءة هادئة بعيدا عن الزواريب الضيقة لفهم أحداث مصيرية على لبنان لا يلوح منها بارقة امل.
على جري عادتها، عمدت السلطة إلى اهون الحلول بدل التفكير الجدي في التصدي للازمات، والمفارقة أن الحكومة استنكرت العبث بالسلم الاهلي وكأنها فصيل سياسي وليست صاحبة لقرار السياسي والاقتصادي في البلد أمام مشهد تفلت الوضع من كل ضوابط، بحيث أضحى مشهدا مغايرا تماما لـ١٧ تشرين بصفته ثورة شعبية طالبت برحيل كامل الطبقة السياسية، لذلك لا يمكن إخفاء تورط قوى اساسية مشاركة في السلطة راهنا من مسؤولية التحريض و التوتير الطائفي والذهبي، مهما حاولت التفلت من المسؤولية لاحقا عبر الشجب و الادانة.